أ.د.عبدالرزاق الصاعدي
1/ تطريز الخراج: تنظيمه:
والفعل منه مضعّف العين، تقول: طرّز الخراجَ تطريزًا؛ أي: نظّمه، جاء هذا الفعل في كتاب الأموال لأبي عُبيد القاسم بن سلّام (ص 88 تحقيق خليل الهرّاس، وينظر: الأموال لابن زنجويه 207، والأحكام السلطانية لابن الفرّاء 166) قال: «حَدَّثَنِي عَفَّانُ، عن مَسْلَمَةَ بن عَلْقَمَةَ، عن دَاوُدَ بن أَبِي هِنْدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ عُمَرَ بَعَثَ ابنَ حُنَيْفٍ إلى السَّوَادِ فَطَرَّزَ الْخَرَاجَ، فَوَضَعَ عَلَى جَرِيبِ الشَّعِيرِ دِرْهَمَيْنٍ، وعَلَى جَرِيبِ الْحِنْطَةِ أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ، وَعَلَى جَرِيبِ الْقَصَبِ سِتَّةَ دَرَاهِمَ .... ».
قلت: لم يرد هذا الفعل أو مصدره بهذا المعنى في المعاجم، فليستدرك، وإن كان مولّدًا.
2/ الزرابي: الشَّوِيّ:
قال أبو عبيدة في مجاز القرآن 2/ 296: «الزرابيّ البُسُط، واحدتها زُرْبِيّة وزُرْبِىّ (بالضم والكسر)، والزرابيّ في لغة أخرى: الشَّوِىُّ ذُكّيتْ». قال محققه فؤاد سزكين: قوله: «والزرابي.… ذكيت» لم أعثر على هذا لا في المعاجم ولا في كتب التفاسير».
قلت: الشَّوِيّ جمع شاة، ولم أجد هذا المعنى في المعاجم، كما قال سزكين، وأما أبو عبيدة راوي هذه اللغة فمن الرواة الثقات المتقدّمين.
3/ تبزّق يتبزّق:
جاء في مسند أحمد 2/ 471: «ح 1978 حدثنا إسماعيل أخبرنا على بن زيد قال حدثني عمر بن أبي حَرْمَلة عن ابن عباس قال: دخلت أنا وخالد بن الوليد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم علىِ ميمونة بنت الحارث، فقالت: ألا نطعمكم من هدية أهدتها لنا أم حُفيد؟ قال: فجيءَ بضبَّين مشويَّيْن، فتَبَزَّق رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال له خالد: كأنك تَقْذَرُه؟ قال: «أَجَل»، قالت: ألا أُسْقيكم من لبن أَهدته لنا؟ فقال: «بلى»، قال: فجيء بإناء من لبن، فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا عن يمينه».
قوله: تَبَزّق رسول الله «بالزاي والقاف» أي كاد أن يبصق من تقذّره منهما. قال المحقق أحمد شاكر: «تَبَزَّقَ، بالزاي: من البَزْق، وهذا المشتقّ لم يُنصّ عليه في المعاجم، وفي ح بالراء، وهو تصحيف، صححناه من ك وأبي داود»، والحديث في الطبقات الكبرى لابن سعد (1/ 341 الخانجي).