د.عبدالعزيز الجار الله
إسرائيل لا تريد في هذه المرحلة لا تطبيع ولا علاقات طبيعية ولا اتفاقات ومعاهدات ولا حتى تفاهمات بصيغة مذكرة تفاهم، لأنها ترى أن أمامها فرصة كبيرة قد أضاعتها في حربي 1948 و1967 والربيع العربي 2010 من أن تحتل أكبر مساحة من الأراضي العربية، حين كان العرب في أضعف حالاتهم، وإسرائيل ترى اليوم أثمن الفرص للضعف العربي والفارسي والتركي، وللدعم غير المحدود والمفتوح من أمريكا التي تمدها بالسلاح والدبلوماسية والمال الاستشارات الميدانية. القمة العربية الإسلامية سبتمبر 2025 أصدرت بياناً ختامياً شاملاً، وفي ثناياه توجهات مستقبلية واعدة لأن القمة العربية الإسلامية ليست كما كانت قبل الاعتداء على الدوحة وحرب غزة، وأن أمريكا أيضاً ليست هي أمريكا قبل أكتوبر 2023، وهنا يجب أن تكون الدول العربية والإسلامية ليست كما هي قبل غزة والدوحة وبالذات الخليجية التي فعلت الدفاع المشترك عاجلاً.
أما أبرز الإشارات والقرارات فهي:
صدر عن القمة العربية الإسلامية الطارئة لبحث الهجوم الإسرائيلي على دولة قطر، التي عقدت في الدوحة 15 سبتمبر 2025 م، بيان من ضمنه:
- الإشارة إلى الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتاريخ 11 سبتمبر 2025، الذي شهد إجماعًا على إدانة الهجوم الإسرائيلي بكونه خرقًا للسلم والأمن الدوليين.
- الترحيب بالبيان الصحفي الصادر عن المجلس، الذي أدان الهجوم.
- القمة: نعبر عن وقوفنا صفًا واحدًا إلى جانب قطر في مواجهة هذا العدوان الذي نعده انتهاكًا صارخًا لسيادتها وخرقًا فاضحًا للقانون الدولي.
ومن قرارات القمة:
- الترحيب بإصدار مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري قرار «الرؤية المشتركة للأمن والتعاون في المنطقة».
- التأكيد على مفهوم الأمن الجماعي والمصير المشترك للدول العربية والإسلامية وضرورة الاصطفاف ومواجهة التحديات والتهديدات المشتركة، وأهمية بدء وضع الآليات التنفيذية اللازمة لذلك.
- الترحيب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة «إعلان نيويورك» بشأن تنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، بوصفه تعبيرًا واضحًا عن الإرادة الدولية الداعمة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
- الترحيب بانعقاد مؤتمر حل الدولتين برئاسة مشتركة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية، الذي سينظم في نيويورك بتاريخ 22 سبتمبر 2025، والدعوة إلى تكاتف الجهود الدولية لضمان الاعتراف الواسع بدولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
- تكليف الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، الأطراف في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، وبما يتسق مع التزاماتها بموجب القانون الدولي، وحيثما ينطبق، باتخاذ جميع التدابير الممكنة ضمن أطرها القانونية الوطنية لدعم تنفيذ أوامر القبض الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بتاريخ 21 نوفمبر 2024 ضد مرتكبي الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، كما يدعو الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لبذل الجهود الدبلوماسية والسياسية والقانونية لضمان امتثال إسرائيل، بصفتها السلطة القائمة بالاحتلال لالتزاماتها الملزمة بموجب التدابير المؤقتة الصادرة عن محكمة العدل الدولية بتاريخ 26 يناير 2024 في قضية «تطبيق اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها في قطاع غزة».