سلمان بن محمد العُمري
ثمة مفاهيم خاطئة مغلوطة، نتج عنها سلوكيات سيئة يقوم بها البعض، معتقدين بفهمهم القاصر أن عملهم دلالة على التطور والتحضر والرقي، ومن تلك التصرفات المزعجة ظاهرة دخيلة على مجتمعنا بدأنا نراها تنتشر في أحيائنا وأسواقنا مع الأسف ألا وهي «تربية الكلاب» في المنازل، والتفشخر والتسكع بها في الشوارع من قبل بعض الشباب والفتيات.
إن اقتناء الكلاب عبارة عن احتضان للأمراض والفيروسات، وأذية للمجاورين فضلاً على أخطارها الصحية على أصحابها والمحاذير الشرعية.
لقد حذرت القطاعات الصحية من الأضرار التي تسببها الكلاب، وأتذكر في الوقت ذاته تحذير الهيئة الملكية بالجبيل منذ عدة سنوات لسكان مجمعاتها من اقتناء الحيوانات في بيوتهم، ومنها تربية الكلاب نظراً لما لتلك الحيوانات من أضرار صحية وبيئية تؤثر بصورة مباشرة على صحة الإنسان، وراحته الجسدية والنفسية.
ومع المخاطر الصحية لتربية الكلاب وغيرها داخل المنازل فهناك محاذير شرعية، فلا يجوز تربية الكلاب إلا لثلاثة للصيد وحراسة الماشية وللحرث، وقد قال نبي الله -صلى الله عليه وسلم-: «من اقتنى كلباً إلا كلب صيد أو ماشية أو زرع فإنه ينقص من أجره كل يوم قيراطان، كما أن في تربية الكلاب وغيرها من الحيوانات أذية لأهل البيت ومجاوريهم، فهي وسيلة للنجاسة وتقذير الأماكن، وقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بغسل الإناء إذا ولغ فيه الكلب سبع مرات إحداهن بالتراب، فمن لم يرتدع شرعاً ولم يحذر صحياً فهو مجحف في حقه وفي حق أهل بيته وجيرانه، والواجب السلامة منها إلا لمن احتاج إليها في الأبواب المشروعة، وأما التقليد الأعمى فهذا لا يجوز، وكم فيه من الخطر والضرر.
من مظاهر العناية بالكلاب وغيرها والاهتمام بها ما نراه اليوم من انتشار المحلات الخاصة بلوازم الحيوانات في غالب الأحياء، وما نشاهده من تخصيص ممرات وأرفف خاصة في «السوبر ماركت» لأطعمة الحيوانات الخاصة وللوازمها ومنها تصفيف الشعر وتقليم الأظافر وغيرها، وهو ما يؤكد تنامي هذه العادة الدخيلة على مجتمعنا المسلم.
إن المسؤولية لا تقع على الشباب والشابات المراهقين إنها مسؤولية ولي الأمر والأم وألا يسمحوا لأفراد أسرتهم تربية هذه الكلاب داخل منازلهم، وألا تغلبهم العواطف وهوس التقليد في الإذن بهذه داخل منازلهم، ألم يعلموا أن البيت الذي فيه كلب لا تدخله الملائكة، ولربما دخلته الشياطين والعياذ بالله، فمن يريد حرمان بيته وأهله من الرحمات ويتسبب عليهم بالشر والويلات.