فوزية الشهري
هناك أوطان.. وهنا وطني السعودية، وطن يسكن أرواحنا، وهو حكاية المجد التي صنعها الأجداد، وتمسك وحافظ عليها الآباء، ونمضي بها نحن الأبناء نحو مستقبل يزهو بالفخر والإلهام والإنجاز.
في اليوم الوطني السعودي الـ95، نستحضر ذكرى التوحيد التي قادها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - حين وحّد القلوب قبل الحدود، فصار لنا وطن يضمنا جميعًا تحت راية التوحيد الخفاقة وشعارها الحق والعدل والكرامة والمساواة.
منذ ذلك اليوم، والسعوديون يثبتون أن عزهم لم يكن صدفة، بل هو امتداد لطباعٍ أصيلة، توارثناها جيلاً بعد جيل.
نحن أبناء هذه الأرض العظيمة؛ حيث الكرم متجذر فينا مهما كانت الظروف، فمنذ القدم اشتهرت مجالسنا أنها لا تبرد القهوة السعودية فيها، وأبناء أرض الطيب الذي يغمر كل من عاشرنا وأبناء أرض الفزعة التي تجعلنا نلبي النداء قبل أن يُطلب منا في كل زمان ومكان.
ومن أعظم ما نفاخر به تديننا الحقيقي؛ فالسعوديون منذ القدم جعلوا الدين نبض حياتهم، يتجلى في أقوالهم وأفعالهم، ويظهر في تعاملهم مع الناس قبل أن يكون شعارات تُقال.
على هذه الأرض الطاهرة بزغ نور التوحيد، ومنها انطلقت رسالة الإسلام إلى العالم، فكبرت في قلوبنا قيمة العقيدة، ورسخت في وجداننا محبة الخير ونصرة الحق.
فالدين عندنا ليس مظهراً، بل هو جوهر أصيل نعيشه في تفاصيل حياتنا، ونحمله هويةً تميزنا، وعزاً نفتخر به ويحرص عليه حكامنا قبل شعبنا، وهذا من أعظم النعم على هذا البلد المبارك، هذه القيم هي هويتنا الحقيقية، وهي الثروة التي لا تنضب مهما تغيّرت بنا الظروف.
واليوم، ونحن ماضون بخطى ثابته في طريق تحقيق رؤية 2030، تتجلى صورة الوطن في أبهى معانيها؛ فالسعودي الذي يكرم ضيفه في مجلسه، هو نفسه الذي يبني مدن المستقبل مثل نيوم، ويسابق الزمن بابتكاراته، ويقف شامخًا في المحافل الدولية، يحمل اسم وطنه بكل اعتزاز وفخر.
اليوم الوطني ليس مجرد احتفال، بل هو عهد نجدده، بأن نعمل ونبذل، ونحمل راية وطننا عاليًا، متمسكين بقيمنا ومبادئنا التي كانت سببا لرفعتنا دائما بين الأمم؛ فالعز لم يكن يومًا في ثرواتنا فقط، بل في ما نحمله في قلوبنا من ولاء وصدق انتماء وما اتصفنا به من قيم.