سليمان الجعيلان
لا يمكن بأي حال من الأحوال عند مناقشة وضع فريق الهلال الفني الهزيل الحالي تجاهل تجريده من نجومه وتقويض قوة هجومه وإضعاف دكة بدلائه إما بقرارات خارجية أو بقناعات داخلية هي التي فرضت هذا الواقع البائس لبدلاء الهلال وكشفت الآن حال فريق الهلال الذي سلَّمه الأمير نواف بن سعد في فترة رئاسته الماضية، وهو يضم أفضل العناصر المحلية ويمتلك دكة احتياط قوية، واستلمه في فترة رئاسته الحالية وقد تم تفريغه من نجومه وتحطيم ميزة قوة بدلائه بطريقة غريبة، لو كان الأمير نواف بن سعد موجوداً حينها لما صمت عنها ولا وافق عليها، بل وعمل على احتوائها والوقوف حيالها وأعني هنا على سبيل المثال طريقة وقضية خروج محمد البريك وسعود عبدالحميد من الهلال.
وبالمناسبة لن ينسى التاريخ وقفة وموقف الأمير نواف بن سعد الجريء من القرار الإداري الخاطئ بإسقاط وتنسيق لاعب الهلال السابق محمد البريك من كشوفات الهلال وإصرار الأمير نواف بن سعد عندما كان نائب الرئيس آنذاك على تجديد عقده وإعارته لفريق الرائد موسم 2015 وثم عودته لفريق الهلال وأصبح بعدها محمد البريك من نجوم الهلال بفضل حكمة وحنكة الأمير نواف بن سعد الذي بات اليوم أمام هذه التركة الثقيلة من الأخطاء الفنية وهذه الدكة الضعيفة بسبب سوء القرارات والقناعات الخاطئة عليه مسؤولية كبيرة، بل وكبيرة جداً لتدارك ما يمكن تداركه وتصحيح ما يمكن تصحيحه الآن وقبل فوات الأوان ليس على مستوى تقوية الدكة في الفترة الشتوية القادمة فحسب، بل وفي مراجعة ومناقشة مدرب الفريق إنزاغي على قناعاته وقراءته الفنية الكوارثية والتي كشفتها بوضوح مباراة الهلال أمام الأهلي الأخيرة ودفع الهلال ثمنها غالياً وربما يدفعها كثيراً في المباريات والمنافسات القادمة إذا ظل إنزاغي تائهاً ومتخبطاً فنياً واستمر الهلال بلا هوية دفاعياً وهجومياً، وما استقبال مرمى الهلال (6) أهداف في أربع مباريات نصفها في مباراة واحدة، بل وفي ظرف عشر دقائق فقط، إلا دليل على فشل إنزاغي في تطبيق أفكاره الدفاعية على الرغم من تلبية وتوفير إدارة الهلال لمطالبه واحتياجاته الفنية!
وعلى كل حال صحيح أن الأمير نواف بن سعد استلم رئاسة الهلال وقد وجد أمامه أن التركة الفنية ثقيلة ودكة البدلاء ضعيفة ولكن بنفس الوقت من الضروري أن يعلم الأمير نواف بن سعد أن ثقة الهلاليين في خبرته الرياضية وكفاءته الإدارية كبيرة وأنه قادر على أن يخرج وينقذ الهلال من هذه الأزمة الفنية التي ضاعت بين فشل المدرب إنزاغي في تطبيق أفكاره الدفاعية وبين عجزه عن تغيير قناعاته لتتناسب مع تركيبة الهلال الهجومية والتاريخية والتي تقول إن الهلال يخوف وما يخاف ولكن من يقول ويعلم إنزاغي!