د.عبدالعزيز الجار الله
كل عام يمر علينا نتذكر موحد هذه الدولة الملك عبدالعزيز -رحمه الله رحمة واسعة-، والرجال المخلصين والمحيطين به ممن قاموا برحلة التوحيد -طيب الله ثراهم وأسكنهم جناته-، وهذا التذكر يستحقونه حين قادهم الملك عبدالعزيز بجيوش وقوافل إبل الخير التي نحيي تراثها عبر مهرجانات سنوية دولية:
مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل في الصياهد شرقي الرياض، ومهرجان خادم الحرمين للإبل في الجنادرية، ومهرجان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في الطائف، ومهرجان العلا للإبل. إحياء هذا التراث يذكرنا بجانب من مسيرة التوحيد المباركة.
بلادنا من ذلك التاريخ المبكر والمشرف من عام 1932 إلى اليوم 2025 مرور 95 عاما على التوحيد ونحن نعيش واقعا يضاف إلى سجلنا التاريخي هي الإنجازات التي تحققت -بحمد الله- من مشروع الرؤية السعودية 2030 الميمونة والتي ابتدأت عام 2016، لتمر على نفس الأراضي التي سارت عليها جيوش الملك عبدالعزيز وقوافل الخير التي كان يقودها الملك الموحد بشائر لشعب هذه الأرض تمر القوافل من الغرب إلى الشرق عبر تضاريس وجيولوجيا صعبة وقاسية، أرض طويت لهم من أعلى تبوك شمالاً إلى جازان جنوبا، بمحور طولي باتجاه الخفجي في الشمال الشرقي، إلى آخر حبة رمل من الربع الخالي في الجنوب الشرقي، ومابينهما من تضاريس وطبوغرافية متنوعة من الغرب إلى الشرق محاور متعددة:
- مياه وجزر البحر الأحمر.
- الشواطئ وساحل البحر الأحمر.
- سهل تهامة.
- جبال المرتفعات الغربية السراة والحجاز ومدين.
- الهضاب الشرقية والوسطى منها هضاب نجد وسلسلة جبل طويق وعسير ونجران والوديان والحجرة والصمان.
- تجمعات الرمال الربع الخالي والنفود الكبير والدهناء والجافورة والبيضاء.
- سواحل وسهل الخليج العربي.
- مياه وجزر الخليج العربي.
وقد شكلت هذه التضاريس البنية التحتية لمشروعات رؤية السعودية 2030.
هذه التضاريس المعطاة التي تقوم عليها المملكة تبلغ نحو (2) مليوني كيلومتر مربع هي التي شكلت البنية التحتية لمشروعات الرؤية السعودية 2030 الميمونة لأكثر من ( 150) مشروعا هي في الواقع (150) مدينة جديدة أنشأتها الرؤية وهي مدن: سياحية منتجعات، وسكنية، وصناعية، واقتصادية، وطاقة، ورياضية، ولوجستية، وترفيهية، ومدن تجارية، ومدن غير ربحية، إذن جيل التوحيد وحد الأقاليم، وأحفادهم أضافوا مدنا جديدة لها خاصية الاستدامة والعالمية والذكية.