د.نايف الحمد
خسر الهلال تقدمه في الكلاسيكو الأول هذا الموسم أمام الأهلي في جدة، في قمة مثيرة شهدت الكثير من التقلبات، وانتهت بطريقة دراماتيكية لم تخطر على بال أحد!
المباراة انتهت بالتعادل بعد أن كان الهلال في طريق مفتوح لتحقيق نتيجة تاريخية في مرمى الأهلي، إذ أنهى الشوط الأول متقدماً بثلاثية نظيفة مع إضاعة العديد من الفرص المحققة. غير أن ما حدث في الـ15 دقيقة الأخيرة من الشوط الثاني كان أشبه بالجنون، بعدما عاد الأهلي بثلاثية أنهت القمة بتعادل أشبه بالخسارة للهلاليين. فما الذي حدث؟ ومن يتحمَّل هذه النتيجة؟ وما مستقبل الزعيم العالمي مع المدرب الإيطالي الشهير إنزاغي؟
بادئ ذي بدء، دعونا نتفق أن ما حدث لم يكن ليحدث لولا التوفيق الذي صاحب الأهلي في الدقائق الأخيرة من المباراة.. غير أن هناك عوامل واضحة قادت إلى هذه النتيجة؛ أولها الثقة الزائدة والشعور بانتهاء المهمة من قِبل المدرب واللاعبين، وثانيها الإصابة التي لحقت بمالكوم وما تبعها من تغييرات في مراكز اللاعبين وفي الطريقة والتكتيك، أما العامل الثالث -وهو الأهم- فيتمثَّل في فراغ دكة الهلال من اللاعبين المؤثّرين القادرين على تغطية النقص وصناعة الفارق عند الحاجة.
لقد ظل الهلال لسنوات بحاجة ماسّة إلى قراءة احتياجاته وتوفيرها، سواء على مستوى الأجانب أو المحليين، بل إن الأمر ازداد سوءاً بالتفريط في بعض اللاعبين. والآن بات واضحاً لكل مشجع هلالي أن الفريق يفتقد إلى العمق في تشكيلته، وأن هناك نقصاً حاداً في العناصر القادرة على تقديم الإضافة.
لقد صبرت جماهير الهلال كثيراً وهي ترى النادي يقتصد في التعاقدات، خاصة في السوق المحلية، رغم الحاجة المُلحّة لاستقطاب لاعبين في الشق الهجومي، وبالأخص في مركز الجناح. حتى أصبح الفريق الأضعف على مستوى دكة البدلاء. ومن هنا فإن دور الإدارة يتمثَّل في تعزيز قوة الفريق ابتداءً من فترة الانتقالات الشتوية، مع استغلال التعديل المرتقب في عدد اللاعبين الأجانب تحت سن 21 عاماً، بحيث تتم إضافة لاعبين اثنين إلى القائمة الأساسية في الشق الهجومي، مع إحالة التركي يوسف والبرازيلي كايو إلى فريق تحت 21 عاماً للاستعانة بهما عند الحاجة، وإدراج الحارس الفرنسي في القائمة الآسيوية.
بهذه الطريقة يمكن أن يصبح الفريق أكثر توازناً في خطوطه، وقادراً على المضي بعيداً وسط منافسة شرسة لا بقاء فيها إلا للأقوياء. ورغم أن هذه التغييرات ستأتي في منتصف الموسم، فإن الفريق قادر على التماسك حتى ذلك الوقت في ظل وجود مدرب كبير أراه يحتاج إلى الوقت والأدوات كي ينقل الفريق نقلة كبيرة ويصنع فريقاً مرعباً يكون في مستوى طموحات جماهير الموج الأزرق.
نقطة آخر السطر
نعلم أن الأمير نواف بن سعد تسلَّم إدارة النادي متأخراً، لكن الهلاليين جميعاً يثقون بسموه، وينتظرون منه تحركاً كبيراً لإعادة هيبة الفريق وبناء فريق قوي قادر على الصمود والاستمرارية لسنوات، بعد أن افتقد الهلال للبناء في المواسم الأخيرة، وباتت جماهيره تخشى على مستقبل فريقها في الأعوام المقبلة.