فهد المطيويع
عندما تتكالب الظروف، يفرح بها سقط المتاع ويتراقص على وقعها أصحاب «البروشيتات» في الإعلام، ولا يكتفون بذلك، بل يتسابقون إلى شيطنة الهلال من خلال أطروحاتهم الكاذبة. واليوم يتكرر المشهد ذاته، إذ اتجهت بعض الأصوات إلى اجترار قضية تعديل اللوائح بغرض إعادة ليناردو إلى القائمة بدلاً من اللاعب كانسيلو المصاب، محاولين إثارة الرأي العام وترسيخ صورة أن الهلال هو النادي «المدلَّل».لكن الحقيقة التي يتجاهلها هؤلاء أن التعميم واضح وصريح، حيث يسمح بالتغيير حتى تاريخ 21 من هذا الشهر. ومع ذلك، تظل بعض الأقلام والبرامج تركز فقط على تضخيم هذه القضية، في محاولة لإيقاف مسيرة الهلال وتشويش طريقه. الهلال فريق متمرِّس، تعوَّد على مثل هذه الأساليب، ويعرف تماماً كيف تُدار ومن يقف خلفها. ولهذا فهو أكثر من يجسد المقولة الشهيرة: القافلة تسير ... أما الجماهير الهلالية، فقد اعتادت على هذه «الخزعبلات»، وتعلم جيداً أن تكاثر «النطيحة والمتردية» في البرامج الرياضية لم يكن عبثاً، بل جلبوا خصيصاً للنيل من الهلال والتقليل من إنجازاته. ومع ذلك تبقى ثقتهم بفريقهم ثابتة، وإيمانهم بقدرة ناديهم على تجاوز كل العقبات راسخاً.
ويبقى السؤال المشروع: إلى متى سيستمر هذا الوضع؟ وهل رسالة الإعلام الكبرى هي استحضار كل ما يخص الهلال فقط؟ نعم، ندرك أن كل ما يطرح عن الهلال يحظى بمتابعة وصدى أكبر من غيره، لكن هذا لا يبرر أن يتسلَّق من لا تاريخ له على مجد الهلال وتاريخه العريق.
صدمة التعادل ورسالة الثقة
يعيش الهلال حالياً صدمة التعادل مع الأهلي، بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الفوز وحصد النقاط الكاملة، غير أن مدربه الإيطالي كان له رأي آخر، حيث جاءت تغييراته غير المبررة لتؤثِّر على توازن الفريق في الدقائق الأخيرة. أتفهم غضب الجماهير، وأتفهم أيضاً حسرتهم على ضياع النقاط، لكن يجب التذكير أن الحديث هنا عن فريق اسمه الهلال، فريق يملك لاعبين كباراً ومدرباً كبيراً، والدوري لا يزال طويلاً، فنحن في الجولة الثالثة فقط. صحيح أن هناك خللاً في دكة البدلاء، لكن الهلال يظل ذلك البطل الذي يقاتل حتى آخر جولة. لذا، رسالتي للجماهير: ثقوا في فريقكم، فهو الهلال.. وسيبقى الهلال الذي تعرفونه.
آخر سطر
أما في بقية المشهد الكروي، فتترقب الجماهير قمة الجولة المقبلة بين النصر والاتحاد، وهي مباراة صعبة على الفريقين، خصوصاً الاتحاد الذي لم يظهر حتى الآن بالشكل المنتظر من بطل الدوري. المباراة ستكون حافلة بالندية والإثارة، والفوز فيها سيمنح صاحبه دفعة قوية في مسيرة الدوري.
وبصراحة، يظهر النصر أكثر استقراراً منذ بداية الموسم، ويمضي بخطوات ثابتة، وربما يكون هو الأقرب لحصد النقاط الثلاث، نظراً للفوارق الفنية التي ترجح كفته مقارنة بالاتحاد.