إيمان حمود الشمري
منذ ذلك اليوم الذي اقتحم فيه الملك عبدالعزيز -غفر الله له- حصن المصمك واسترد الرياض عام 1902 وحوله لمخزن أسلحة، وقام بترميم أسوار الرياض، وأعاد بناء الجيش، ليضرب الأرض في حملة توحيد دؤوب لاسترداد مدن المملكة وضم أقاليمها تحت سلطته، تلك الحملة الجبارة التي أكملت مهمتها عام 1932 وأوصلتنا لهذا اليوم، وبقيت آثار المصمك، وقصرالديرة وغيرها من المعالم التي صنعت تاريخ المملكة، شواهد تروي قصص بطولة يتوارثها ويتناقلها الأجيال، منذ ذلك اليوم ونحن ننتشي فخراً.
مرت المملكة ولا تزال تمر بمراحل عظيمة من تطور ونمو متسارع في ظل حكامها الذين تواتروا في إكمال حجر الأساس لبنائها والنهوض بها، ففي كل حقبة زمنية كان خلفها قائد حكيم وضع بصمته وساهم في تعزيز مكانة المملكة بمواقف وقرارات حكيمة، جعلت من المملكة العربية السعودية،عمقاً استراتيجياً للوطن العربي كبلد له وزن ومكانة وأثر كبير في صناعة القرار العربي، والمساهمة في حماية الشرق الأوسط، ودفع عملية السلام، من خلال مؤتمرات ومواقف وسلسلة طويلة من الكفاح السياسي وثقها التاريخ على مر السنين لهذا البلد الذي يصدّر السلام ويحارب كل ما يتصدى للأمن والاستقرار.
تاريخ مشرّف، ورؤية طموحة تحققت نبوءتها قبل أوانها، حفرت اسم المملكة ورفعت تنافسيتها عالمياً.... من خلال «برنامج التحول الوطني» الذي دعم القطاعات وحوّل مسارها من الاحتياج إلى الإنتاج، وحفّز البيئة الاستثمارية، ودعم حصة المرأة في سوق العمل السعودي لتصبح شريكة في النهضة الاقتصادية، وساهم في الإصلاحات، وتسهيل الإجراءات برقمنة الخدمات، لتحسين جودة الحياة وتحقيق تنمية مستدامة.... رؤية لها أبعاد في التوطين والتمكين، لتضمن حياة كريمة مستقرة للمواطن، ومستقبل واعد.
95 عاما من الفخر المتواصل... واقع نعيشه ترصده أرقاما وإحصائيات وإنجازات وأحداثا سجلها التاريخ، لبلد يكبر ويزدهر بحكامه وقادته، وشغف وإخلاص أبنائه الذين ساهموا في رفع اسمه في المحافل، محاط بحب العرب والمقيمين الشرفاء على أرضه، الذين يدينون له بالوفاء، ويحتفلون معنا في هذه المناسبة التي تعز علينا جميعاً.....من حقنا أن نحتفل ومن حق الوطن علينا أن نرفع أصواتنا فخراً في هذا اليوم المميز ونحن نردد بحماس: ارفع راسك انت سعودي..... غيرك ينقص وانت تزودي.