ستر بن عبدالعزيز آل راكان
إن ذكرى اليوم الوطني الـ95، هي مناسبة غالية تستذكر من خلالها القيادة الرشيدة والشعب الوفي لحظات توحيد كيان هذا الوطن الخالد لمملكتنا الفتية والواعدة، وها هي بعد أكثر من تسعة عقود تقف بكل شموخ وعزة، وفي مخزونها فضائل قلّ نظيرها، ومنجزات تغلت على المستحيل وطافت الآفاق، وأصبحت حديث العالم في كل الأمكنة على مدار الأزمنة.
يوم الثلاثاء غرة ربيع الآخر 1447هـ يوافق ذكرى يوم الوطن المجيد، يتجدد فيه الاعتزاز بالهوية الوطنية، والفخر بالمسار الميمون الذي قطعته الدولة منذ توحيد أرجائها، حتى باتت الآن علامة مرموقة للنجاح والتميز في جميع مسارات التنمية والتقدم والبناء، وأصبحت قوة هائلة في الاقتصادي والعلم والثقافة، وواحداً من أهم دول الجذب للعيش والسياحة والاستثمار، بفضل ما تتصف به قوانينها وتشريعاتها من مرونة وسهولة وعدالة.
وبفضل منهج سياسي رشيد بات، خلال العقود الفائت، منارة تشعّ بقيم الاعتدال والإنسانية والعدالة والتآخي والتسامح بين الأمم والشعوب، تستقطب إخواننا المقيمين من جميع قارات العالم؛ لأنها أرض معطاء ووطن مبارك، بفضل الغراس الطيب الذي رسَّخه الوالدُ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- وأبناؤه من بعده، ويرعاه اليوم، بالإيمان والوفاء، القائد الفذّ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- الذي يحرص بالحزم والعزم على هذا النهج، ويزيد عليه من حكمته وصواب نظرته الفاحصة؛ حتى تكون المملكة العربية السعودية في منازل أعلى مجداً وريادة وتألقاً، وقوة خير وتقدم وسلام.
ذكرى اليوم الوطني الـ95، مناسبة تستدعي فيها القيادة والشعب روح توحيد كيان هذا الوطن، بما يرفد الانتماء والمسؤولية بالمزيد من الجود والسماحة والعطاء، ومكافأة هذا الوطن بما هو واجب له من تضحية وفداء بما يفيد مستقبله وعزته، ويصون هذا الإرث العظيم للأجيال القادمة، فهذه أمانة الآباء والأجداد، وحلم من سبقوا وتطلعوا إلى بناء وطن فاعل ومزدهر ومنيع، يواجه التحديات بكل اقتدار وكفاءة، ويتألق ويخلق الفرص لمواطنيه والمقيمين على ثراه الطيب الطاهر، ويجتذب العقول المبدعة والأفكار المضيئة والبديعة.
جميع هذه المميزات تكتب قصة نجاح المملكة العربية السعودية التي تدونها الأجيال، وتحفظها الذاكرة رمزاً لدولة راقية، وشعب مثقف ومبدع وشغوف بصناعة التاريخ والمستقبل، بعزيمة لا تفتر، وإرادة لا تهدأ.
خمسة وتسعون عاماً من عمر مسيرة توحيد هذا الوطن، كأنها قرون من البناء والتنمية، حملت في طياتها إنجازات لا يمكن عدّها وإحصاؤها في المجالات الإنسانية والتنموية والحضارية، خمسة وتسعون عاماً نسجت شخصية سعودية نادرة الصفات تشعّ بالقيم الإنسانية، وأصبحت رمزاً عالمياً لفعل الخير والوسطية والاعتدال ونبذ الكراهية والعنف والتطرف، وفي كل مناسبة تضع القيادة الرشيدة العديد من الأهداف السامية، وتعمل وتحفز على تحقيقها؛ لأنها تضيف جديداً إلى مملكتنا الحبيبة، بما يعزز منزلتها العالمية، ويضعها في روح الحضارة الحديثة، ويصعد برايتها إلى المكان التي هي به جديرة.
هنيئاً لوطننا العظيم «المملكة العربية السعودية» يومه المجيد الـ95، الذي يمثل أسمى معاني الترابط الوطني، والانتماء والولاء للقيادة الرشيدة، والاعتزاز بتاريخ المملكة الحافل، والفخر بمنجزاتها المشرّفة.
وفي كل عام ستحتفل المملكة العربية السعودية بذكرى يوم وطنها الخالد، وفي كل يوم، ستبقى كما هي، تصنع الحياة وتدهش العالم، ولا سيما ونحن نتفيأ -بحمد الله تعالى- ظلال الأمن والأمان والاستقرار والرفاهية في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو وليّ عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهما الله ورعاهما-.
نسأل تعالى أن يرحم برحمته موحِّد هذا الوطن وجامع شتاته، وأن ينعم على أهل هذه البلاد بالاستقرار والوحدة والأمن والعزة والتقدم والرخاء، وأن يحفظها من كل سوء وبلاء، وأن يوفق قيادتها وشعبها لما فيه الخير والازدهار.