د. حمد بن دباس السويلم
تحل على بلادنا هذه الأيام ذكرى عزيزة وغالية على قلوبنا ومناسبة عظيمة هي الذكرى الخامسة والتسعين لليوم الوطني.. اليوم الأهم والأغلى في تاريخ المملكة حيث تجسدت فيه اللحظة الفاصلة بإعلان قيام المملكة العربية السعودية كدولة حديثة تقوم على أساس من التوحيد وتنهي حقبة من التناحر والاقتتال والانقسام والتشرذم.
إن احتفالنا بذكرى اليوم الوطني يعبر عن اعتزازنا وفخرنا بقيام مملكتنا الغالية التي تأسست على دعائم راسخة وعلى رؤية مستقبلية صائبة تمثلت في قيام دولة تمتلك كل مقومات النهوض والتقدم وقد أصبحت اليوم رقما مهما وفاعلا على الساحة الدولية ودولة ذات كلمة مؤثرة في المحافل العالمية ولها دور رائد وتأثير واضح في مجريات الأحداث الإقليمية والدولية.
ابتهاج المواطنين صغارا وكبارا وفرحهم بهذه المناسبة واحتفالهم بها في كافة المناطق دليل على سمو الحس الوطني واستيعاب قيمة التضحيات والمجاهدات التي بذلت من أجل قيام المملكة العربية السعودية، كما أن هذا التلاحم الكبير يعد برهانا ساطعا على أصالة التأسيس ودليل على اللحمة الوطنية وقوة الإرادة ووفاء المواطنين لولاة أمرهم ولتاريخ قيام هذا الكيان العظيم وتقديرا وعرفانا لما بذله الملك عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - ورجاله الأوفياء من جهود لتحقيق الأمن وتوحيد البلاد وإعلان قيام المملكة العربية السعودية التي احتلت اليوم مركزا مرموقا بين دول العالم، حيث وضع الملك المؤسس أساساً قوياً لوحدة وطنية صلبة متماسكة أثبتت قدرتها على مواجهة التحديات، كما أنها ترتكز على نهج الوسطية والاعتدال ديناً وحكماً وفكراً ودستوراً وهذا يمثل رأس الحربة في تحقيق الأمن والاستقرار.
تعيش مملكتنا الحبيبة احتفالات ومهرجانات وَكرنفالات فرح في مختلف المناطق ابتهاجا بالذكرى الخامسة والتسعين لليوم الوطني في ظل قيادة حكيمة ورشيدة جعلت الأمن الوطني. والأمن الفكري على رأس الأولويات ليظل الوطن آمناً من الأخطار والمهددات وينعم فيه المواطن بالرخاء ورغد العيش والوفرة والحياة الكريمة والخدمات الصحية والتعليمية في إطار اهتمام الدولة بالمورد البشري تأهيلاً وتدريباً وتوظيفاً، وذلك بفضل الله - عز وجل - ثم بالنهج المبارك والحكم الراشد والنظرة الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، مؤسس رؤية المستقبل الواعدة وحامل لواء التطوير والتقدم لبلادنا الغالية.
حيث تجسدت ملامح رؤية 2030 المباركة في المنجزات التي تحققت على كافة الأصعدة وآتت ثمارها بينة واضحة تمثلت في تعدد الموارد وتنوعها وتوليد الوظائف وتطور المملكة في مختلف القطاعات وإحرازها مراكز متقدمة في سلم الترتيب العالمي ولاسيما في القطاعات الحيوية الحديثة التي تتنافس عليها الدول التي تعد مؤشرا للتطور والنهوض.
أرفع التهنئة الخالصة بهذه المناسبة الوطنية العزيزة لمقام خادم الحرمين الشريفين وسو ولي عهده الأمين َولعموم الشعب السعودي، سائلاً الله أن يحفظ بلادنا من كل سوء ويديم عليها نعمة الأمن والاستقرار ويديم على قيادتنا الرشيدة الصحة والعافية.