مبارك بن سعد آل هلال
نبتهج هذه الأيام بمناسبة ذكرى خمسة وتسعين عاماً على توحيد المملكة، هذه المناسبة السنوية التي استهلت فيها نهضة حديثة ترتكز على المعرفة والتقنية الرقمية والعلوم وأخذت على كاهلها العلم والتقدم الحضاري وخدمة بني الإنسان منهجاً ورسالة.
في ذكرى اليوم الوطني الـ 95، دعونا نتمعن في مسيرة هذا الوطن ونشحذ الهمم بالتخطيط والعزم على استكمال مسيرة الآباء والأجداد المؤسسين الذين قاموا ببناء هذه الأرض الطيبة الطاهرة بالإرادة والقوة والتعاضد والرحمة والإنسانية والتخطيط استناداً لمقولة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، بمناسبة ذكرى اليوم الوطني الـ94: « إن يومنا الوطني المجيد يعد ذكرى عزيزة متجددة في صفحات الوطن الأبيّ، متجذرة في وجدان الشعب السعودي العظيم».
قامت مملكتنا الحبيبة بنوايا نقية وصادقة ووفية من الموحِّد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ورجالاته -طيب الله ثراهم جميعاً-، في هذا اليوم نستذكر أيضاً فضل أبنائه الكرام البررة الذين أتوا من بعده، سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله -رحمهم الله-، حتى عصر القائد الفذّ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وجهود صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -وفقه الله-، الذي أسهموا في بناء المملكة وحرصهم على توفير أرقى المستويات في قطاعات التعليم والصحة والأمن والتنمية والتقنية.
لقد قام وطننا، المملكة العربية السعودية، على العدل والمودة والتفاهم والفرص والحوار وتقديم المصلحة العامة، لنستذكر مقولة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-: «أعاهد الله ثم أعاهدكم أن أتخذ القرآن دستوراً والإسلام منهجاً، وأن يكون شغلي الشاغل إحقاق الحق وإرساء العدل وخدمة المواطنين».
لقد أصبحت المملكة العربية السعودية مثالاً متميزاً في دراسات العلوم السياسية التي تقصد دراسة قيام الدول وتحيدها وتأسيسها، لأنه قلَّما تشاهد تجربة مكتنزة بالمعاني والصفات الإنسانية والتطور المتواصل تشبه توحيد مملكتنا الفتية.
إنَّ مناسبة ذكرى اليوم الوطني المبارك تعتبر فرصة غالية للعودة إلى ما قبل التسعة عقود ونصف الماضية؛ لنتعرف إلى الجوانب الاجتماعية والتنموية والثقافية والاقتصادية التي كانت غالبة في تلك الأنحاء، لقد كانت معاناة إنسان هذا الوطن ماثلة وبارزة.
وعندما ظهرت شمس الوطن الحديثة، جاءت مظاهر الاهتمام، وكان الإنسان هو الهدف الأول، وشملت التعليم والمدارس والمستشفيات والرعاية الاجتماعية والصحية وغيرها، تشيع في جميع الأرجاء وسار ولاة الأمور على خطوات والدهم الموحّد، فابتكروا الخطط التي تقصد المستقبل، حتى أحرزت سعوديتنا الفتية منزلة عظيمة على مستوى العالم، فاعتلت أرقام التنمية القوية والرفاه الاجتماعي والازدهار الاقتصادي والذي استمر نموه حتى في أصعب الظروف وأحلكها التي مرت بالعالم، ما عزز من منزلة دولتنا وسياساتها.
وكانت المملكة العربية السعودية سبَّاقة في اتجاه إعلاء القيم الإنسانية الرائعة وتعزيزها ونشرها والتحفيز عليها، ووضع القوانين والتشريعات التي تدافع عنها وتحافظ عليها، في ظل المقيمين الذين ينتمون إلى العديد من الجنسيات من مختلف الدول على أرضها، بلغاتها وثقافاتها وتقاليدها ومبادئها وطموحاتها تحت مظلة العدالة السعودية، وقيمها النبيلة من والانفتاح والتنسيق المشترك، مستلهمة الاستراتيجيات والخطط ذات العلاقة بالتنمية الشاملة المستدامة وتاريخها وهويتها ولغتها العربية وتحسين جودة حياة المواطن وتعزيز الاستفادة من التقنية والذكاء الاصطناعي والإبداع والابتكار، لتعظيم نمو اقتصادنا وتنويعه، لنسير بكل عزيمة وقوة في مضمار الحضارة ومسايرة التطور في العالم.
ندعو الله تعالى أن يديم على بلادنا نعمة الأمن والأمان والاستقرار، وأن يحفظ بلادنا وقادتنا من كل مكروه.