ناصر زيدان التميمي
في الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام، تحتفي المملكة العربية السعودية بيومها الوطني، والذي يمثل ذكرى توحيد هذا الكيان العظيم على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، طيب الله ثراه. ومع حلول اليوم الوطني السعودي الـ95، لا يتوقف الاحتفال عند مجرد استذكار الماضي، بل هو تجديد للعهد والولاء، وتأكيد على رابطة فريدة من نوعها تجمع بين القيادة والشعب السعودي.
إن هذه المناسبة ليست مجرد ذكرى عابرة، بل هي فرصة للتأمل في مسيرة وطن انطلق من الصحراء ليصبح قوة إقليمية وعالمية. إن ما يميز المملكة العربية السعودية هو ذلك التلاحم الفريد بين المواطن والقيادة، والذي يظهر في أوقات الشدة والرخاء على حد سواء. هذا التلاحم لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج عقود من الحكمة والسياسة الرشيدة التي جعلت من المواطن محورًا أساسيًا في خطط التنمية.
في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله، يزداد هذا التلاحم قوة ومتانة. لقد أيقن الشعب السعودي أن رؤية 2030 هي خريطة طريق نحو مستقبل أكثر إشراقًا، وأن تحقيق أهدافها يتطلب تضافر الجهود والعمل بروح الفريق الواحد. هذا الالتفاف الشعبي حول الرؤية ليس مجرد دعم معنوي، بل هو مشاركة فعالة في مختلف المجالات، بدءًا من التطور التكنولوجي وصولًا إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
إن الاحتفال باليوم الوطني هو تجسيد حي لمشاعر الفخر والاعتزاز بهذا الوطن العظيم. ففي كل مدينة وقرية، ترفع الأعلام الخضراء، وتضاء الشوارع ابتهاجًا، وتصدح الأغاني الوطنية التي تمجد الوطن وتراثه. ولكن أعمق ما في هذا الاحتفال هو إحساس كل مواطن ومواطنة بأنهم جزء من قصة نجاح مستمرة، وأن ولاءهم لقيادتهم هو أساس قوة هذا الوطن واستقراره.
وفي الختام، يظل اليوم الوطني السعودي رمزًا للعزة والفخر، ومثالًا حيًا على قوة العلاقة بين الشعب وقيادته. إن هذا التلاحم هو الدرع الذي يحمي الوطن، وهو الوقود الذي يدفعه نحو المزيد من التقدم والازدهار. ومع كل عام يمر، تتجدد قصة الولاء، ويستمر هذا الوطن في كتابة صفحات مشرقة من التاريخ.