وفاء سعيد الأحمري
عزنا بطبعنا بدايةً من الوطن حتى جامعة الأميرة نورة، عزنا بطبعنا معادلة لا يفهمها إلا السعوديون، معادلة صعبة لها وزن ثقيل بميزان دقيق، واختيار الاسم لهذا العام له حكمةً وبعد آخر، وبطبعنا كسعوديين وصلتنا الرسالة من القيادة إلى الشعب. هذا طبعنا كلامنا واختياراتنا لغة خاصة، لها تناغم لا يفهمه إلا السعوديون أنفسهم.
عزنا بطبعنا في الفكر والكلام، في الاعتزاز والهوية، في اللباس والثقافة والعادات والتقاليد. طبعنا وكلامنا بدأ بأبشر وحولناها إلى تطبيق، ثم توكلنا على الله وخرجنا للعالم بخدمة تماشي عقيدتنا وتعكس طريقتنا. عزنا بسلماننا وطبعنا من طبع ولي عهدنا، فصرنا معادلة صعبة لا تُحل وسهلة ممتنعة، تنبهر بها ولا تفك عناصرها ولا رموزها، لأنها عناصر من طبعنا، السهل مع الحزم، القوة مع الصمت، والتنفيذ حاضر قبل التوقع والتقدم والظهور معا في وقت واحد.
طبعنا خطة «أ»، تنفيذ قبل احتمالات «ب» و»ج»، (حنا كذا) نبتكر ونقرر بلا تردد، نفكر ثم (نصمل) وننفذ ونتفق بيينا بلا انتظار موافقة الآخرين ببساطة طبعنا سعوديون.
معادلات فيثاغورس تعجز أمام معادلة عزنا بطبعنا. معادلتنا الصعبة أدق وصف لثقافتنا، جمعنا الأضداد والتناقضات وقدّمناها للعالم كلٌ بحسب ما يختار، إن أردت الطيب صرنا أطيب، وإن طلبت القوة والدهاء صرنا أقوى وأدهى، وإن رغبت بالحب والإحسان صرنا أكثر في كل شيء.
طبعنا مرآة لمن يتعامل معانا، نتواجد لنسود، نصمت لننفذ بقوة، ننافس لنفوز. نحب لبسنا وقهوتنا وكلامنا، نكرم ضيفنا ونحشم كبيرنا ونحترم جارنا ونقدّر غريبنا. وطننا في المواقف الوطنية سبّاق، نكرم ضيوف الرحمن، ونخدم حجهم وعمرتهم، ونغيث أقصى بقاع الأرض، والسعودية ضمن أكبر المانحين للمساعدات الإنسانية حسب تقرير الأمم المتحدة.
شبابنا وطلابنا ومبتعثونا مشرّفون في المحافل والمؤتمرات العلمية، مثلا في الذكاء الصناعي والتعليم المملكة تفوز بجائزة وثلاث شهادات تميز في منتدى القمة العالمية لمجتمع المعلومات، ومنها منصة «مدرستي». وفي العلوم والهندسة حقق المنتخب السعودي للعلوم والهندسة 23 جائزة في معرض آيسف 2025 بولاية أوهايو، منها 14 جائزة كبرى و9 خاصة، ليحتل المركز الثاني عالميًا بعد الولايات المتحدة.وفي الطاقة حصل المركز السعودي لكفاءة الطاقة عام 2022 على جائزة «إدارة الطاقة المؤسسية» من جمعية مهندسي الطاقة الأمريكية. ومازالت هذه الإنجازات بطبعنا نسميها ( بهارات) القادم أقوى.
حتى في كرة القدم كان عزنا بطبعنا، ففي كأس العالم بقطر 2022 سجلنا على ميسي هدفًا تاريخيًا وفزنا على الفريق الأقوى، وفي كأس العالم للأندية 2025 هزم هلالنا مانشستر سيتي وأدهش العالم، وحتى نادينا اسمه انعكاسًا لثقافتنا وقوتنا. نختار الأقوى ثم نتحدى والنتيجة الفوز، ثم نعود لطبعنا نصنع الضجة ونحتفل و(نتقهوى) ونفكر في كيف نفوز مرة أخرى. وحتى في الترفيه كنا غير اعتياديين، جمعنا الشرق والغرب، نقلنا ثقافتنا للعالم، وتركنا العالم منبهرا في كل مكان. كل إنجاز وراءه عزنا، وكل عزنا بطبعنا.
كاتبتكم اليوم من جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، الجامعة التي عزها ممتد من دعم القيادة الرشيدة وطبعها من طبع الأميرة نورة بنت عبدالرحمن أخت الملك عبدالعزيز ومستشارته، التي أثرت في تعليم الفتيات منذ تلك الحقبة.
نورة دائمًا متقدمة، من ضمن تصنيف شنغهاي، الثالثة محليًا، وانضمت مؤخرًا إلى المنظمة العالمية لمناطق وواحات الابتكار كمنتزه علمي معتمد، لتعزز دورها في الابتكار وريادة الأعمال. حصلت على جائزة الجامعة الأكثر تطورًا في المنطقة العربية من QS، والأكثر دعمًا وتمكينًا للمرأة السعودية، بل وحتى في الرياضة الجامعية فازت بالمركز الأول في مؤشر أداء الجامعات السعودية للموسم الرياضي الخامس عشر لهذا العام . وحتى هذه الإنجازات للجامعة في طبعنا بمجتمع نورة نسميها (خفايف) مازلت الوجبة الدسمة للإنجازات في الطريق.
كاتبتكم كذالك عزها بدعم وطنها، ابتعثت لدراسة الماجستير في علم الأعصاب والدكتوراه في التأهيل والرعاية الصحية في المملكة المتحدة، وعادت بالشهادة لتدرّس في جامعتها وتخدم وطنها.
عزها مستمد من وطنها وأهلها، وطبعها يجمع بين الصمت والحكمة، القوة والإحسان، الرحمة والحزم، الهدوء والحذر، العطف والتسامح والإيجابية والسلام مثل وطنها تماما. وهكذا كل مواطن ومواطنة طبعهم مستمد من قمة الهرم، من وطن عزيز وقيادة رشيدة وثقافة متجذرة. عزنا بطبعنا من مستوى الوطن الكبير وحتى مستوى الفرد، كل منشآتنا لها تميزها، وكل فرد له بصمته، وكل عام وعزنا بطبعنا، بعز وطننا وقيادتنا وأرضنا.