إبراهيم بن يوسف المالك
في كل عام، يحمل اليوم الوطني السعودي أكثر من مجرد مناسبة للاحتفال، فهو محطة للتأمل في مسيرة وطنٍ اختار أن يبني مجده على أسس راسخة من الاقتصاد والإدارة والرؤية المستقبلية.
اليوم الوطني الـ95 ليس مجرد ذكرى لتوحيد الأرض، بل هو تجديد للعهد على مواصلة البناء، حيث بات الاقتصاد الوطني ركيزة أساسية في رؤية 2030 التي أعادت تعريف العلاقة بين المواطن والوطن، من خلال تمكين الإنسان، وتحفيز الاستثمار، وتعزيز دور القطاعين الحكومي الخاص.
من منظور اقتصادي، يمثل اليوم الوطني الـ95 مناسبة للوقوف على ما تحقق من إنجازات ملموسة: تنويع مصادر الدخل، زيادة مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي، وتنامي دور رواد الأعمال في صناعة مستقبل المملكة. هذه ليست أرقامًا جامدة، بل شواهد حية على وطن يسابق الزمن ليكون في مصاف الاقتصادات العالمية الكبرى.
أما من الزاوية الإدارية، فإن ما نشهده اليوم من إصلاحات في بيئة الأعمال، وتطوير الأنظمة، وإعادة هيكلة المؤسسات، يعكس أن اليوم الوطني الـ95 ليس ذكرى ماضية، بل مشروع مستقبلي متجدد. إنه تأكيد على أن الإدارة الفعّالة هي العمود الفقري لأي رؤية تتحول من ورق إلى واقع ملموس.
وبين فرحة المواطن باليوم الوطني الـ95، واعتزازه بوطنه وبما تحقق، تتجسد قيمة العمل الجماعي الذي جعل من كل موظف ورائد أعمال ومهني جزءًا من قصة نجاح وطنية، فالمناسبات الوطنية لا تُختزل في الأهازيج فقط، بل تُترجم إلى إصرار على أن يكون الاحتفال الأكبر هو في استمرار النهضة ورفعة المواطن.
إننا في اليوم الوطني الـ95 نحتفل بذاكرة الماضي، ولكننا نحتفي أكثر بحاضرٍ واعد ومستقبلٍ يتجدد. وطن لا يكتفي بالاحتفال الرمزي، بل يجعل من كل إنجاز اقتصادي وإداري امتدادًا لذكرى التوحيد، ومن كل يوم وطني انطلاقة جديدة نحو الغد.