عبدالإله بن محمد بن مرشد التميمي
في كل عام، حين تحلُّ ذكرى اليوم الوطني لمملكة الخير والعطاء، ينهض الوطن من بين سطور التاريخ ليذكّرنا أن المجد أولًا توفيقٌ من الله، ثم غرسٌ سقاه المؤسس الملك عبدالعزيز -طيَّب الله ثراه- بعرق الجهد وعزيمة الرجال واستكمل المسيرة من بعد المؤسس أبناؤه البررة وصولاً إلى هذا العهد الزاهر الميمون عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد الأمين حفظهما الله.
خمسةٌ وتسعون عامًا تمضي، والمملكة تزداد بهاءً؛ جذورها ضاربةٌ في الأصالة، وأغصانها تمتدُّ في سماء التطور. ولم يكن الشعار هذا العام -«عزّنا بطبعنا»- إلا مرآةً صافية لروح السعوديين: كرمٌ لا ينضب، وفزعةٌ لا تتأخر، وشهامةٌ لا تذبل.
اليوم الوطني يتجاوز حدود الاحتفال، هو وقفة وفاء، وعهدٌ متجدد أن نبقى أوفياء لوطنٍ صنع من رماله حضارة، ومن وحدته قوة، ومن رؤيته مستقبلًا مشرقًا.
وفي هذا اليوم العظيم، نتذكّر أن الوطن يطلب منا أكثر من الفرح والاحتفال: أن نجسّد الاحترام لأرضه في أفعالنا، ونُعزز الأمن والاستقرار في مجتمعاتنا، ونرتقي بالعلم والعمل، فنكون لبناتٍ صالحة في بناء الوطن، وعونًا وسندًا له في كل ميدان.
اللهم احفظ ملكنا الصالح خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس مجلس الوزراء وولي عهده الأمين، ووفقهم لكل ما تحبه وترضاه، وسدّد خطاهم، وبارك لهم في أعمارهم، وارفع درجاتهم، ويسّر أمورهم، واجزهم عنا خير الجزاء.
اللهم أدم علينا نعمة الأمن والأمان، واجعل المملكة في ظلّ راية التوحيد مناراتٍ للعزّة والرخاء والتقدم، إنك سميع مجيب.