أسامة الفريح التميمي
كمواطن سعودي عربي مسلم أشعر بالفخر والانتماء والحب لهذا الوطن الغالي، لذلك أعبر في اليوم الوطني السعودي الخامس والتسعين عن هذا الحب بكلمات من القلب، وأتحدث عن حقائق تغذي هذا الحب، وتحاكي طبعنا وطبع الوطن الممزوج بالعز والفخار. فالوطن ليس مجرد أرض نعيش عليها، بل هو كيان يسكن قلوبنا ويجري في عروقنا، مع كل نبضة قلب وكل نفس نتنفسه، الوطن يمنحنا الأمان والهوية والانتماء التي تميزنا، وهو الحضن الكبير الذي يجمعنا مهما اختلفت مساراتنا. ومن هنا جاء شعار اليوم الوطني الخامس والتسعين: «عزنا عز الوطن وطبعنا طبع الوطن»، ليُجسّد العلاقة العميقة التي تربط بين المواطن ووطنه، وأصبح شعار «عزّنا بطبعنا». مجسداً لنظرتنا ورؤيتنا وطبعنا وحكايات عز وفخار منذ مرور خمس وتسعون عامًا من العز والفخر للوطن، عزنا بطبعنا يأتي معبّرًا عن قيم الأصالة المتجذّرة في طباع السعوديين وهويتهم الوطنية.
وعزنا بطبعنا يعني الطبع الذي يشبه الوطن، فكما أن الأرض تُنبت من بذورها ما يشبه طبيعتها، فإن أبناء الوطن يحملون من صفات وملامح وطنهم ما يميزهم. فإذا كان الوطن كريماً، نشأ أبناؤه على الكرم، وإذا كان صامداً، كبروا على الشجاعة والصبر، ولهذا فإن «طبعنا طبع الوطن»، هو انعكاس لبيئتنا وثقافتنا وتاريخنا، التي تصوغ أخلاقنا وسلوكياتنا.
ويمكننا أن نفهم من معاني عزنا بطبعنا أن عزة الفرد من عزة وطنه، فلا رفعة لإنسان يعيش في وطن ضعيف أو ممزق، ولا كرامة لمن يتنكر لأرضه وهويته. وعندما يكون الوطن عزيزاً، فإن أبناءه يمشون مرفوعي الرأس، ويفتخرون بانتمائهم إليه، ويتباهون بإنجازاته أمام العالم.
وبالتالي ليس «عزّنا بطبعنا» مجرد شعار بمعنى واحد، بل هو معاني عديدة ويتفرع لعدة فروع من العزة والكرامة فهو بداية يعبر عن (عزنا بطموحنا)، وهل من طموح أعلى من طموح وطننا الحبيب بقيادته الشامخة نحو التطوير والتحسين ومواكبة التقدم العلمي والتقني في شتى المجالات، وثانياً (عزنا بأصالتنا) تلك الأصالة العربية الكريمة الضاربة في جذور التاريخ جذوراً من الفخر والانتماء، وثالثاً: (عزنا بفزعتنا) ومن ينسى وقفة المناصرة للأشقاء في فلسطين، وفزعة الأشقاء في الكويت إبان الغزو العراقي، ومناصرة المظلومين والمنكوبين، فحق لنا عزنا بفزعتنا، والشواهد أكثر من أن تعد وتحصى، ورابعاً: (عزنا برؤيتنا) تلك الرؤية 2030 الطموحة نحو التقدم والازدهار العلمي والاجتماعي والاقتصادي، فعز الوطن يظهر في رؤية المملكة 2030، التي لم تكن مجرد خطة تنموية، بل مشروع حضاري يضع المملكة في مصاف الدول الكبرى. فمن خلالها تنوعت مصادر الاقتصاد، وتقدمت المملكة في مجالات الاستثمار والسياحة والتقنية والطاقة المتجددة، مما جعل أبناءها يعيشون العزة والفخر كل يوم. وخامساً: (عزنا بجودنا)، هو ذلك الجود والعطاء بداية من قادتنا وملوكنا وأمرائنا وصولاً لأصغر طفل فينا، نجود بالغالي والنفيس للصديق والقريب، ونعطي ويعطي وطننا بغير حساب، وسادساً وليس بأخيراً (عزنا بكرمنا)، وقد تعلمنا منذ عهد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وحتى يومنا هذا عهد الملك سلمان - حفظه الله - ، الكرم السعودي الذي لم يكن مجرد عادة، بل هو نهج دولة يغرسه القادة في شعبهم. ويجسد هذا المعني في قلب ووجدان كل مواطن سعودي. هذه معاني عزنا بطبعنا تستند وتقوم على معاني عديدة من العزة والفخار والسؤدد والاعتزاز.
وأنا ككاتب ومواطن سعودي، عشت هذه القيم واقعًا ملموسًا؛ ففي كل رحلة، وفي كل لقاء مع شعوب أخرى، أجد أثر هذه الطباع السعودية العزيزة التي تجعلنا مرفوعي الرأس، نفتخر بانتمائنا لوطننا ونمثل صورته المشرقة.
ختاماً، يمكن القول إن شعار «عزّنا بطبعنا». يعمق مسؤوليتنا تجاه الوطن، فالعزة والكرامة لا تُحفظ بالشعارات وحدها، بل تُبنى بالعمل والإخلاص. فكما يمنحنا الوطن الأمان والانتماء، علينا أن نردّ له الجميل بالولاء، وحماية مقدراته، وبذل الجهد لرفعته وتطوره ، الوطن هو مرآتنا، فإذا حافظنا عليه قوياً، انعكس ذلك على عزتنا وكرامتنا.
إن «عزنا عز الوطن وطبعنا طبع الوطن» ليست مجرد كلمات تُردد، بل هي دعوة للعمل ومبدأ للحياة قبل أن تكون شعارآ، ومسؤولية وقاعدة ثابتة ترسم علاقتنا بأرضنا وهويتنا. فالوطن عزنا، وطباعنا من طباعه، وكل ما نبذله من جهد هو في سبيل أن يبقى مرفوع الراية، شامخاً بين الأوطان، ويبقى (عزنا بطبعنا) أجمل ما يقال في هذا اليوم الغالي.