أ.د.عثمان بن صالح العامر
وافق انعقاد اثنينية سيدي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز آل سعود، أمير منطقة حائل، هذا الأسبوع ليلة بدء فعاليات الاحتفاء باليوم الوطني المجيد لبلادنا العزيزة المملكة العربية السعودية، وكان ضيف هذه الأمسية مركز الملك عبد العزيز للتواصل الحضاري، وقد أبدع الصديقان العزيزان سعادة الأستاذ الدكتور عبد الله الفوزان نائب رئيس مجلس الأمناء الأمين العام للمركز، وسعادة الدكتور جمال الرويضي المشرف على المركز في منطقة حائل، أبدعا في عرض أعمال المركز التي تمت في السنوات الماضية القريبة، وفي نفس الوقت أجادا في بيان رسالة المركز ورؤيته واستراتيجياته ومنجزاته منذ لحظة ميلاده وحتى اليوم في سرد تاريخي رائع، وثمن سمو الأمير هذه الجهود المبذولة، سواء ما كان منها وطنياً أو حائلياً ، وأشاد بالفعاليات التي انعقدت تحت إشراف المركز في المنطقة، مؤكداً على أهمية استشعار الجيل النعم التي نرفل فيها في هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية، ولفت انتباهي ما صرح به سعادة الأمين العام للمركز الدكتور الفوزان من أن هناك توجها من قبل قيادتنا الحكيمة لجعل خطاب المركز يتواجه بشكل مباشر للخارج من أجل بناء صورة ذهنية صحيحة عن وطن العز المملكة العربية السعودي، وهذا الامر إن كان مطلوباً في كل وقت وحين فهو اليوم أشد الحاحاً وأكثر أهمية، ولعل من بين المبررات التي يستند عليها هذا التوجه المفصلي في هذا الوقت بالذات ما يأتي:
- المكانة المرموقة التي تتسنمها المملكة العربية السعودية اليوم، فنحن مفتاح العلاقات الدولية اقتصادياً وسياسياً، يعكس هذا ويدلل عليه توافد رؤساء الدول والوزراء وكبار المسؤولين والمستشارين بشكل كبير بين الفينة والأخرى.
- امتلاك رؤية طموحة 2030، تتوافق مع معطيات العصر وتفي بمتطلبات الجيل الحالي والأجيال القادمة، وتحتاج وجود منصة وطنية تبرز الجهود المبذولة من أجل ضمان تحقيق أهدافها المرسومة حسب الجدول الزمني المضروب.
- توالي الحملات العدائية الموجهة للمملكة العربية السعودية بلا دليل ولا برهان وإنما حسداً وحقداً ورغبة في إفساد حياتنا التي ننعم بها في هذا البلد المبارك.
- ظهور وسائل وأدوات الاتصال وثورة التكنولوجيا في فضاء المعلوماتية، وما تولد عن هذه الثورة التاريخية من تغيرات متلاحقة وسريعة في مجال التأثير المباشر على شرائح المجتمع المختلفة عالمياً، حتى صار العالم الافتراضي لاعباً أساسياً في التحركات الدولية، وله حضوره الفاعل في الصراعات العالمية، مما يوجب علينا توظيفه التوظيف الأمثل في بناء الصورة الذهنية الإيجابية عن وطننا العزيز المملكة العربية السعودية.
- وأخيراً فنحن في عصر صار التواصل هدفا وغاية، تسعى النخب الثقافية والهيئات الدولية إلى تفعيله وإيجاد السبل الكفيلة لتجسيده على أرض الواقع بما يتيسر لها من الوسائل والأساليب للتقريب بين البشر والتخفيف من حدة النزاعات الناشئة من احتكاكهم الواسع بعضهم مع بعض، والسعي إلى القضاء التدريجي على مشاعر التعصب والعدوانية والانغلاق على الذات، واستبدالها بمشاعر التسامح وقبول الآخر ، وكل عام وبلادنا بخير، ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء والسلام.