رمضان جريدي العنزي
العمالة الزائدة والفائضة وغير المؤهلة تأهيلاً علمياً وفنياً، والتي تفتقد إلى المهارات والخبرات، والتي يتطلبها سوق العمل الحديث، لقد طفت قضية العمالة الوافدة الفائضة على السطح والمرأى وأصبحت واضحة وبائنة بشكل فج وأنتجت خللاً بين العرض والطلب، حتى أصبحت قضية معقدة تتطلب تحليلًا شاملًا وحلولًا متعددة وسريعة وغير آنية، إنها مشكلة تؤثر اقتصاديًا واجتماعيًا، وتؤدي إلى تحديات مثل البطالة المقنعة، والانخراط في أنشطة غير قانونية، مثل التسول.
إن العمالة الفائضة عن الحد، تؤثر تأثيراً سلبياً على الاقتصاد، وتهدر الموارد كونها عمالة لا تحقق الأهداف ولا تؤدي لتنمية فعالة، لقد ساهم (الكفيل) مساهمة كبيرة في إنتاج هذه النوعية من العمالة بعدم احتوائها وتوفير العمل القانوني لها، بل جلبها وتركها وجعلها تعمل كيفما تريد وترغب وفي أي مكان وزمان دون أن يراقبها أو يحاسبها أو يوفر لها العمل الذي جاء بهم لأجله، فقط يأخذ (المعلوم) كل آخر شهر ثم يغطي عينيه ويصمت صمت القبور، وبهذا العمل السيئ مارس التستر والتغطية ومخالفة الأنظمة (عياناً بياناً) من أجل مصلحة ذاتية ضيقة، وبعيداً عن المصلحة الوطنية العليا، حتى أن التستر على العمالة والتي تعد جريمة بحق الوطن والمجتمع.
لقد آن الأوان الجدي من جميع الجهات المعنية الالتفات لهذه العمالة السائبة وغير المفيدة والتي تنتشر في الشوارع وعلى الأرصفة وأمام المحلات وعند الإشارات بيعاً هامشياً وتسولاً وشحاذة وتجمعات سكنية عشوائية غير مرتبة وغير آمنة وليس فيها مقومات السلامة وتكدس العمال فيها بشكل يسهل انشار الأوبئة والأمراض، وكذلك الالتفات الفعلي والجدي على التستر التجاري والتي تعد من أهم وجود الجرائم الاقتصادية والجنائية وإهدار موارد البلاد، وتفعيل قوانين التستر والمخالفات بشكل جدي على كل (كفيل) تسول له نفسه فعل هذا العمل المخالف، ومن تبعات هذا العبث أن يقوم هذا العامل بشراء سيارة متهالكة بالكاد تسير ويحمل معه عشرات العمال وينقلهم من مكان لآخر دون الالتزام بقوانين وأنظمة المرور مما ينتج زحاماً مرورياً جراء ذلك بل يتسبب فيه بشكل رئيسي، لقد أصبحت ظاهرة السيارات المتهالكة الكبيرة منها والصغيرة والدبابات (الموتوسيكل) واضحة ومعاشة في شوارعنا بشكل ملفت ومقلق ومزعج وزادوا الزحام طين وبلة، إننا نعاني من هذه العمالة الفائضة والكبيرة والهامشية والتي تزداد تضخماً يوماً بعد يوم، والتي لا تقوم بالأعمال المنظمة، وإنما يعملون بشكل منقطع، إنه من غير المعقول ولا المقبول أن نرى هذه الأعداد المهولة لعمالة فائضة تنمو نمواً مضطرداً وسريعاً تسرح وتمرح وتنتقل على (كيفها ومزاجها) دون التصدي لها، وإيجاد حلول عاجلة لها، وتصديقاً لكلامي ركزوا على البقالات، محلات بيع الأقمشة والعطارة، بيع الخضار والفواكه، المخابز والمطاعم، ورش الميكانيكا والكهرباء، مغاسل السيارات، تبديل وتغيير الزيوت، الخراطة، السمكرة، الحدادة، السباكة، وغير ذلك الكثير الكثير المخفي والبائن، فقط ابحثوا وفتشوا وتبينوا وستجدون الذي لا يسر العين، ولا يطمئن القلب، و(يفرث) الكبد.