أ.د.عبدالرزاق الصاعدي
1/ اصيادّ: لا يستطيع الالتفات:
اصيدّ واصيادّ لمن لا يستطيع الالتفات لداء أصابه. قال ابن جني في: المحتسب (2/ 25 ط المجلس الأعلى): «وقلما جاءت أفعالّ إلا في الألوان، نحو: اسوادّ وابياضّ واحمارّ واصفارّ، أو العيوب الظاهرة، نحو: احولّ واحوالّ واعورّ واعوارّ واصيدّ واصيادّ» وقال التبريزي (شرح المعلقات العشر 147 تحقيق محيي الدين عبدالحميد) يقولون: «صَيِدَ البعير، فلم تقلب الياء ألفا؛ لأنه في معنى أصْيَدَّ واصيادّ».
وذكر صدر الأفاضل الخوارزمي في الخمير 4/ 388 كلام الزمخشري على تصحيح عين عَوِرَ وصَيِدَ، فقال: «إنما صحّت العينُ فيهما؛ لأنهما في معنى اعوارّتْ عينُهُ واصيادَّ عنقُهُ».
قلت: لم تذكر المعاجم الفعل (اصيادّ) مع أنها ذكرت اصيَدَّ، فليستدرك.
2/ العَنْجُوسُ: دخّالُ الأُذُن:
قال الخطيب الإسكافي في مبادي اللغة 241: «العَنْجُوس: دَخّالُ الأُذُن، وقيل: بل هو الذي يُفسد المزارع ويخلخل مسادّ الماء. بالفارسية: وارْسُوَه». وكتب محمد كرد علي في مجلة المقتبس تحت عنوان (العَنْجُوس أو الشبث أو المالوش أو الكاروب) فقال: «العَنْجُوس لم ترد في ديوان من دواوين اللغة التي في أيدينا إنْ مطولة وإنْ مختصرة. وهذا يدلّك عَلَى أن معاجمنا على ضخامة مجلداتها لا تحوي كل اللغة بل جزءًا منها. ويستحبّ أن يسعى اللغويون في وضع معجم جامع للشوارد والأوابد والضوابط والروابط ولمصطلحات أصحاب العلوم والصنائع والفنون على ضروبها وفروعها حتى تكون تلك الدواوين مرجعًا يعود إليه كل عربي في كل موضوع ومصطلح».
ثم قال: «هذه اللفظة وإن لم تذكر في كتب فنون اللغة إلا أن الإسكافي نصّ عليها في كتابه مبادئ اللغة، والمؤلف كما تعلم من أهالي أوائل المائة الخامسة من الهجرة، وكان من المجلّين في اللغة في عصره. فالاعتماد عليه مما يركن إليه فقال المذكور في الصفحة 157 من النسخة المطبوعة بمصر بمطبعة السعادة ما نصه: العَنْجُوس (وضبطها وزان صَعْفُوق؛ أي: بفتح وسكون وضم. والمشهور أن ما جاء على وزن فنعول يكون مضموم الأول كزُنْبُور وصُنْدُوق (ويجوز في هذا الفتح) والصُّنْبُور والطُّنْبُور والعُنْتُوت والعُنْبُوج والعُنْجُوف والعُنْجُول والعُنْجُوج ونحوها».
قلت: لم ترد هذه الكلمة في المعاجم، فلتستدرك.