د.عبدالعزيز الجار الله
اعتبارًا من سبتمبر 2025، اعتُرف بدولة فلسطين كدولة ذات سيادة من قبل 156 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة، وبالمقابل كان هناك اعترف سابق بإسرائيل 165 دولة، وقد وعدت العديد من الدول بالاعتراف بدولة فلسطين قريباً مع تمسك الدول بحل الدولتين، وبانتظار وقف حرب غزة والاتفاق على إطلاق الرهائن، ستكون أرقام الاعترافات متقاربة، وقد خلص مؤتمر الاعتراف بدولة فلسطين إلى (15) بنداً ويمكن تسليط الضوء على أبرزها (1،2،5،9). وكما هو معلوم أن إنشاء إسرائيل جاء عبر اعتراف الدول بها عام 1948 وهي الحقيقة التي بدأت تعيها إسرائيل، إن إنشاءها تم عبر الأمم المتحدة، وأدركت أن التحول الدولي جاء نتيجة حرب إبادة غزة عام أكتوبر 2023 ووحشية الجرائم التي اتخذت ضد الفلسطينيين من قتل للأطفال والأمهات والحصار والتجويع.
ونتيجة أيضاً للتغيُّرات التي طرأت على علاقة أمريكا الدولية -المؤيد الوحيد لإسرائيل- وموقف أمريكا المتصادم مع دول العالم، إلى جانب تماسك الموقف العربي ودول العالم الإسلامي الذي قادته السعودية عبر كشف الحقائق وإقناع دول العالم بحقوق فلسطين، وأنها حقوق فلسطينية مستحقة، ووعد دولي لفلسطين لأكثر من (80) عاماً تأخرت الدول عن إعطائه لهذا الشعب، فكان وعداً من السعودية وفرنسا عام 2025 بقيام والاعتراف بدولة فلسطين كما هو الوعد البريطاني عام 1917 قيام إسرائيل.
أبرز بنود البيان المشترك لرئاسة المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين
نيويورك - 22 أيلول/ سبتمبر 2025) والذي صدر في 23 سبتمبر 2025م:
1 - نحن قادة كلٍّ من المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية، بصفتهما رئيسي المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، نثمِّن الدول التي اجتمعت في مقر الأمم المتحدة في نيويورك في 22 سبتمبر 2025، في لحظة تاريخية حاسمة للسلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
2 - أسفر المؤتمر الدولي رفيع المستوى عن اعتماد إعلان نيويورك الذي حظي بتأييد استثنائي من الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 142 صوتًا، ويؤكد هذا الإعلان الطموح الالتزام الدولي الثابت بحل الدولتين، ويرسم مسارًا لا رجعة فيه لبناء مستقبل أفضل للفلسطينيين والإسرائيليين ولشعوب المنطقة كافة.
5 - ونرحّب باعتراف كلٍّ من أستراليا وبلجيكا وكندا ولوكسمبورغ ومالطا والبرتغال والمملكة المتحدة والدنمارك وأندورا وموناكو وسان مارينو، إلى جانب فرنسا، بدولة فلسطين، كما أُعلن رسميًا اليوم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وندعو الدول التي لم تتخذ هذه الخطوة بعد إلى الانضمام إلى هذا المسار.
9 - إن هذا المؤتمر والاعتراف المتزايد بدولة فلسطين يهدفان إلى تجسيد دولة فلسطينية مستقلة ديمقراطية وقابلة للحياة اقتصاديًا، تعيش جنبًا إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل، وفي هذا الصدد، نثمِّن التعهدات التاريخية التي أعلنها فخامة الرئيس محمود عباس، بما في ذلك الالتزام بالتسوية السلمية، والرفض المستمر للعنف والإرهاب، وتصريحه بأن الدولة الفلسطينية لا تنوي أن تكون دولة مسلّحة، واستعدادها للعمل على ترتيبات أمنية تخدم جميع الأطراف مع الاحترام الكامل لسيادتها.