محمد العويفير
لم يكن تراجع النادي الأهلي في هذه الفترة وخسارته لأولى بطولات الموسم أمرًا مفاجئًا بالنسبة لي، بل على العكس كان متوقعًا إلى حد كبير، والسبب في ذلك أن لغة الأهلي -سواء من لاعبيه أو منسوبيه- بعد تحقيقهم لبطولة النخبة كانت لغة مفرطة جدًا في التفاؤل والثقة الزائدة، حيث كان الأولى أن يكون الخطاب أكثر اتزانًا، بحيث يُبنى التفاؤل على معطيات واقعية لا على افتراض أن البطولات مجرد مسألة وقت، هذا الخطاب انعكس بشكل مباشر على أرض الملعب، حيث شاهدنا الأهلي في بعض المباريات يتعامل وكأن المباراة تُلعب من طرف واحد دون أي احترام للخصم أو إدراك لقوة المنافسة، هذا السلوك لم يكن معزولًا، بل كان امتدادًا لذلك الإفراط في التفاؤل الذي طغى على التصريحات، كرة القدم في النهاية لعبة لا تعترف إلا بالجهد والانضباط، والتعامل مع كل مباراة بجدية كاملة، التفاؤل مطلوب، بل ضروري، لكن حين يتجاوز حدوده يصبح سلاحًا عكسيًا يُفقد الفريق الحافز والتركيز، فالأهلي بحاجة اليوم إلى إعادة التوازن بأن يبني ثقته على أرضية صلبة من العمل، لا على أجواء النشوة التي تلت البطولات السابقة من وجهة نظري، كما أن الفريق يملك قيمة كبيرة ويُعتبر مؤسسة رياضية عريقة، لكن الخطاب الإعلامي المحيط به أحيانًا يرفع سقف التوقعات بشكل غير منطقي، مما يضع اللاعبين تحت ضغط من جهة، ويجعلهم يدخلون المباريات بثقة مفرطة من جهة أخرى.
أيضًا لا يمكن إغفال دور الجماهير، فالجمهور بحاجة لأن يمنح الفريق الدعم المتزن: يشجع، يساند، ولكن أيضًا يطالب بالتركيز والاحترام الكامل للخصم، مع ذلك، أنا ما زلت أرى -كما توقعت قبل بداية الموسم- أن الأهلي يبقى الأقرب لتحقيق بطولة الدوري هذا العام، الفريق يمتلك عناصر مميزة، جهازاً فنياً قادراً على التصحيح، وقاعدة جماهيرية تمنحه دفعًا معنويًا كبيرًا، المنافسة صعبة لكنها في متناول اليد لو عاد الأهلي إلى التعامل بجدية مع كل مباراة، وغيَّر من خطابه الداخلي والإعلامي إلى خطاب أكثر واقعية وهدوءاً.
رسالتي:
الأهلي أقرب ما يكون للذهب حين يضع قدميه على الأرض ويجعل الطموح مقرونًا بالعمل.
** **
- محلِّل فني