د. حمد بن دباس السويلم
بعميق الفرح والابتهاج والسرور نستشرف الذكرى الحادية عشرة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وتزامن انطلاق هذا العهد الزاهر الميمون مع حقبة المنجزات والتنمية وتطوير الخدمات، وتميز هذا العهد بالعناية بالقدرات الوطنية في كافة المجالات والاهتمام بالعنصر النسائي وتفعيل دور المرأة في البناء وتعزيز الاقتصاد الوطني جنباً إلى جنب مع الرجل وتدريب وتأهيل الشباب وتوظيفهم في القطاعات الحديثة.
حقاً نحن في عهد الملك سلمان نجد أنفسنا أمام نهضة حقيقية شاملة كافة القطاعات، ووجود عمل دؤوب لتحقيق المزيد من الأمن والاستقرار، وجهود كبيرة حققت جودة الخدمات وتنوع مصادر الدخل وتعزيز دور المملكة في محيطها الخارجي، حيث أصبحت أبرز لاعب في المشهد الإقليمي والدولي بل صارت عنصراً فاعلاً في هندسة التوازنات وتحفيز مسارات التهدئة وصناعة السلام وأصبحت ذات وزن سياسي ودبلوماسي واقتصادي كبير فضلاً عن مركزها المالي المؤثر ودورها الرائد في ضمان إمدادات الطاقة واستقرار أسعارها.
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز صاحب رؤية عقلانية رامية إلى تحقيق المزيد من الأمن والاستقرار في المنطقة واتباع أسلوب الحوار والتفاوض لحلحلة المشكلات العالقة، وبهذه الحكمة والرؤية العميقة استطاع – حفظه الله – وبتحركات ومبادرات ذراعه اليمنى وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، أن يقود المملكة للعب أدوار محورية دون التزحزح عن الثوابت، حيث الحضور اللافت والفاعل في الملفات الأكثر تعقيداً وطرح الرؤية الصائبة وبناء الثقة والمبادرة الذكية الداعية إلى التغيير الإيجابي.
وعلى الرغم من تسارع التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية فقد ظلت المملكة تتمسك بالحلول الذكية والعادلة معتمدة على دورها القائم على تفعيل الشراكة والتحديق نحو النتائج الإيجابية وعلى الصعيد الدولي نجحت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد أن تجمع العديد من الفرقاء على موائد الحوار وأن تسهم بفاعلية في حلحلة الخلافات الإقليمية والدولية لاسيما في المشهد العربي، وقد اثمرت تلك الجهود في طي صفحات من الألم ، وبدء مراحل السلام والبناء والتنمية وجمع الشمل في كثير من المناطق التي ظلت بؤراً للصراع لسنوات تشردت شعوبها وتوقفت فيها عجلة الإنتاج وعلا فيها صوت الرصاص ورائحة الموت.
وعلى الصعيد الداخلي جنى المواطنون خيرات هذا العهد المبارك تنمية ورخاءً وتطوراً وبناءً وجودة للحياة وتعدد وتنوع مصادر الثروة وتوفير الوظائف النوعية وتقليص وتطويق البطالة وتحسين بل جودة في الخدمات الصحية والتعليمية وزيادة رقعة الترفيه وتطوير قطاع الإسكان والتمويل وتطور وتميز القطاع الصناعي، والتوسع في قطاع التعدين، وتطوير وسائل النقل في كافة المناطق لاسيما خدمة ضيوف الرحمن وزوار أرض الحرمين الشريفين والسياح في مختلف مناطق المملكة.
وانعكست هذه المنجزات على تحسين حياة المواطنين والمقيمين، بل انعكست على زيادة الإنتاج والعطاء ونمو قدرات وإمكانيات الاقتصاد الوطني والموارد المحلية، مما أسهم في تعزيز دور المملكة ومكانتها الإقليمية والدولية.
وبهذه المناسبة السعيدة أرفع التهنئة والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، سائلاً الله لهما دوام الصحة والعافية ولبلادنا دوام الأمن والاستقرار والوفرة والرخاء.