سليمان بن صالح المطرودي
في كل عام، ومع إشراقة ذكرى اليوم الوطني لبلادنا المملكة العربية السعودية، تتجدد في قلوبنا مشاعر الانتماء والعز والفخر بتراب هذا الوطن العظيم.
ومع حلوى ذكرى اليوم الوطني الخامس والتسعين للمملكة العربية السعودية، نستعيد تاريخًا عظيمًا وطويلاً يمتد لأكثر من ثلاثمائة عام، من التوحيد والبناء والتنمية، تاريخًا أرسى دعائمه المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- وأكمله أبناؤه الملوك من بعده، حتى يومنا الحاضر في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير/ محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-.
ولعل عبارة (عزّنا بطبعنا) تُلخّص هوية هذا الوطن وشعبه العظيم.
عزّنا بطبعنا، لا بما نملك من الماديات، فالأخلاق أصل، والأصل لا يُشترى، فالإنسان يستمد قيمته وهيبته من قيمه ومبادئه وأخلاقه وأصالته، وليس من المظاهر أو الظروف. فالقيمة الحقيقية للمجتمع السعودي، ليست في الثروات المادية وحدها، بل في أصالة القيم والمبادئ والأخلاق التي تحكم سلوكه وتوجهاته؛ في المواقف والشهامة والكرم والتكاتف، في حب الخير، وفي الثبات على المبادئ الراسخة، المستمدة من الدين الحنيف. هذه الطباع هي التي صنعت من المملكة العربية السعودية دولة رائدة ومؤثرة في محيطها العربي والإسلامي والدولي.
ذكرى اليوم الوطني الـ95 ليس مجرد احتفال رمزي؛ بل هو محطة تأمل ومراجعة واستشراف للمستقبل، هو يومّ نذكّر فيه أنفسنا بأن الإنجازات التي تحقق في السياسة، والاقتصاد، والتعليم، والصحة، والبنية التحتية، والتحول الرقمي، ورؤية المملكة 2030، ما هي إلا امتداد لذلك الطبع الأصيل الذي يرفض الاستسلام للظروف، ويصنع الفرص، بعزيمة وإيمان.
(عزّنا بطبعنا) هي برنامج واقعي لتغذية الأجيال بأهمية المحافظة على هويتها الوطنية، وأن ترى في المبادئ والقيم والأخلاق، سندًا للعلم والمعرفة والعمل والإبداع، لا عائقًا أمامه، فالأمم العظيمة لا تُبنى على المصادفة، ولا تُقاس بما تملك من موارد فقط، بل بما تترجمه من قيم وسلوك أبنائها ومؤسساتها.
في هذا اليوم، ونحن نرفع راية التوحيد، راية المملكة العربية السعودية، خفّاقة في سماء الوطن العظيم، نستحضر ماضينا المجيد، ونفتخر بحاضرنا المزدهر، ونوقن بمستقبلنا الواعد، لأن عزّنا -حقًا- بطبعنا، ووحدة صفنا، وصدق انتمائنا لوطننا، ووفائنا ببيعتنا لقيادتنا الرشيدة.
حفظ الله بلادنا، ووفق قيادتنا بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله ووفقهم لكل خير، وجعلهم مباركين مسددين- من نهضة مباركة ورخاء متواصل وتقدّم نوعي في شتى المجالات، هو نعمة عظيمة تستوجب شكر الله والمحافظة عليها بالولاء والطاعة والمحافظة على أمن الوطن ومقدراته.