د. يعقوب بن يوسف العنقري
قبل أكثر من اثني عشر عاما كنت أتصفح إحدى الصحف الأسيوية التي تنشر باللغة الإنجليزية تصفحاً عابراً، وشدني الفضول إلى عنوان مقال فيها (النفط الأصفر في المملكة العربية السعودية)، فقد كان غريبا بالنسبة لي أن هناك نفطا أصفر فالمعروف أن النفط لونه أسود، فيا ترى ما هذا النفط الأصفر. قرأت المقال فإذا هو يتحدث عن الفرص المتاحة لوطننا الغالي ليكون الدولة الأولى في العالم المصدرة للطاقة المتجددة، ذلك لوجود الإمكانيات البيئية حباها الله أرض بلادنا بما يمكنها من الاستفادة التامة من هذه المصدر الهام للطاقة.
وقد بقي هذا العنوان عالقا في ذهني حتى جاءت رؤية الوطن المباركة رؤية 2030م التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، وهي تحمل في طياتها الاستفادة من القدرات العظيمة كلها التي تنعم بها بلادنا، واستثمارها الاستثمار الأمثل؛ الذي يؤدي بدوره إلى استدامة الاقتصاد الوطني وتعدد قنواته.
وقد سررت كثيراً لما مررت على طريق الرياض السريع، وقد خيل إلي أول وهلة وأنا قادم من بعيد مع شدة وهج الشمس وحرارتها أن ما أراه سراب، لكنني تفاجأت بما رأيت وشعرت بنشوة فرح وسعادة، وأنا أشاهد مشروع محطة سدير للطاقة الشمسية على مد النظر وبمساحة واسعة، تذكرت حينها النفط الأصفر، وتذكرت نعمة هذه الرؤية 2030 التي حظي بها وطننا وقيادتنا الرشيدة التي تسعى إلى ما فيه ازدهار ورخاء لأبناء هذا الوطن المبارك.
وإن من الواجب علينا أن نتعاون جميعا في تحقيق أهداف رؤية وطننا، فالحلم كبير، والأمل عظيم، وفضل الله على بلادنا وخيراته واسع، وأن نفخر ونعتز برؤيتنا الوطنية التي لم تكن مجرد حروف مسطرة على الورق، وإنما إنجازات شاهدة للعيان، لا ينكرها إلا من في قلبه دخن، ودوما نقول: دام عزك يا وطن.