د.شريف بن محمد الأتربي
تمر الأيام تترا، وتأتي الذكريات الجميلة معها، وفي مثل هذا اليوم، وقبل أحد عشر عاما توج سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- ملكا للمملكة العربية السعودية، لتبدأ في عهده حقبة جديدة من الحقب البيضاء في تاريخ المملكة، حقبة انتظرها الناس جميعا، داخل المملكة وخارجها، لتصبح مملكتنا الآن عنوانا للأمن والأمان، وفخرا لكل عيان، فما جرت به الأحداث خلال 11 عاما، يساوي في تاريخ الحضارة مئات من الأعوام.
لم يكن تولي سلمان بن عبد العزيز حكم البلاد ملكا متوجا شيئا غريبا علينا، فهو ومنذ كان أميرا للرياض يتربع على عرش القلوب جميعا كمواطنين أو مقيمين أو أشقاء وأصدقاء خارجيين، فهو سند وعضيد إخوانه من الحكام السابقين -رحمهم الله- وهو راعي الفزعات لكل من طرق بابه، وهو الأب الحنون لكل سكان الرياض وما حولها، وهو الفقيه المثقف، النسابة المعلم لمن حوله.
لم تكن فترة تولي سلمان بن عبد العزيز لإمارة الرياض بالهينة عليه، فمن بيئة بدوية صحراوية إلى رياض المجد أسما وفعلا، ففي عهده أنشئت آلاف من الوحدات السكنية، وشقت وعبدت الطرق الصخرية والرملية، وأسست جامعات أصبحت الآن عالمية، وشيدت المدارس في كافة ربوع الرياض المترامية، وفي الصحة تحسنت الخدمات الصحية، وأنشئت مستشفيات نموذجية للرعاية الطبية، ناهيك عن الجسور والكباري، والحدائق والمتنزهات حتى صارت الرياض رياضا خضراء كلون علم المملكة.
استرد الله وديعته حيث توفي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز وزير الدفاع -رحمه الله- ويُختار سلمان بن عبد العزيز وزيرا للدفاع وقت كانت فيه المملكة العربية السعودية بحاجة ماسة إلى قيادة قوية وفعالة لتعزيز قدراتها الدفاعية، وهي شخصية سلمان بن عبد العزيز طوال عمره وعمله.
توفي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد وزير الداخلية -رحمه الله- ليقع الاختيار على سلمان بن عبد العزيز لشغل منصب ولي العهد إلى جانب منصبه كوزير للدفاع.
جاء هذا الاختيار في إطار رؤية جديدة لقيادة المملكة نحو مزيد من التطور والازدهار، واستنادا إلى كفاءته خلال فترة قيادته لإمارة الرياض ووزارة الدفاع، مما جعله الخيار الطبيعي لقيادة البلاد في المرحلة المقبلة.
في 23 يناير 2015 تولى ملك القلوب سلمان بن عبد العزيز آل سعود حكم المملكة العربية السعودية بعد وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز -رحمه الله- ومنذ ذلك التاريخ والمملكة تخطو خطوات سريعة وتقفز قفزات عالية في كافة مجالات الحياة داخليا وخارجيا، وخاصة مع إطلاق رؤية المملكة 2030 والتي يتولى قيادتها الملهم المجدد سمو سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله.
يعد الملك سلمان بن عبد العزيز رمزا للتغيير والتطوير في المملكة العربية السعودية، فمن خلال رؤيته القيادية، استطاع أن يقود البلاد نحو مستقبل مزدهر، معززًا الأمن، والاستقرار، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، مع تحسين صورة البلاد على المستوى العالمي حتى باتت قبلة للسياح والزائرين من مختلف أنحاء العالم. إن إنجازات سيدي سلمان تعكس التزامه الراسخ بتحقيق مصلحة الوطن والمواطن، وتعتبر نموذجا للتغيير والقيادة لكل قادة العالم.
حفظ الله سيدي سلمان وسمو سيدي ولي العهد. حفظ الله وطننا وكل أبنائه.