إيمان الدبيّان
ننعم في وطننا الغالي المملكة العربية السعودية برموز وطنية سياسية وعلمية ودينية كثيرة وبمميزاتها عظيمة، وحري بنا ونحن نعيش هذه الأيام ذكرى يوم وطننا المجيد أن نذكر على ذلك مثالا حاضرا ورمزا شاهدا من رموز الدين والوطن والعلم والعمل إنه معالي الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس -حفظه الله- الذي تدمع معه العيون صلاة، وتخشع القوب دعاء، وتأنس النفوس حديثا، فهو مدرسة شامخة وقيمة زاهرة تعلم مفهوم الوسطية وقيمة التواضع ومعنى الإنسانية واقعا ملموسا ومنهجا محسوسا، ولنا في ذلك شواهد منشورة ومقاطع مسموعة، ومواقف معروفة، تؤصل للأجيال كيف يكون الحرص الجم والاهتمام الأعم. فكانت دروسا أكيدة في كيفية إدارة الأعمال يُوثّق بها للأجيال ويستخلص منها أبجديات الأخلاق والتواضع والعلم والعمل.
إن معالي الشيخ السديس -أطال بعمره- شخصية وهبها الله محبة الناس، ورزقها مفاتيح القلوب، ومنافذ للعقول، وتأثيرا في النفوس بما منحه الله له من ذكاء عاطفي واجتماعي ومهني، وبما يتمتع به شخصه من رحمة وتواضع وعلم لامع ومنهج وسطي ساطع.
يتعلم منه احترام الكبير عندما نراه يقدم من هو أكبر منه سنا وإن كان هو أعلى منه منصبا، يفهم منه كيف يكون العطف على الصغير وهو يفطر مع يتيم ويحتضن طفلا بريئا.
يستشعر به ومنه حب الوطن والولاء لولاة الأمر.
ونؤكد به ومعه للعالم أجمع كيف احترمت المرأة في الإسلام، وكيف هو تمكينها اليوم في وطننا بكل اهتمام.
كما أن معالي الشيخ السديس، رمز ومدرسة وقيمة يفترض أن يضمن مناهجنا الدراسية وتربيتنا الأسرية من خلال خطبه التي تغرد للأسماع قواعد اللغة وفنون البلاغة وأصول الخطابة كناية واستعارة مجازا وتشبيها وبالشعر مع النصوص استشهادا وتأكيدا.
لتصير للأجيال حصنا أمنيا فكريا لعقولهم، وبلسما يلامس نفوسهم وأريجا يطيب أرواحهم.
وعبر مواقفه نعلم الشباب والفتيات الأخلاقيات والآداب والقيم الإسلامية الاجتماعية والعلمية والعملية؛ حيث إنه واقع بينهم يعيشون مواقفه ويرون منهجه ويسمعون حديثه.
اليوم تعصف بالمجتمعات عواصف الانفتاح الفضائي ومحتويات هابطة في مواقع التواصل الاجتماعي، تبعدهم عن دينهم وقيم مجتمعهم وتكثيف النشر عن هذا الرمز -حفظه الله- وغيره من الرموز الوطنية المختلفة تجسد العلاقة بين رموزنا وأفراد مجتمعنا وتعزز وسطية ديننا وتحفز تمسكنا بأصالتنا واعتزازنا بهويتنا مع رموزنا وبها ومنها ولها نحكي للقرن قصة وطننا ومفهوم ديننا واهتمام ولاة أمرنا بنا وولائنا لدولتنا.