د.نايف الحمد
انتهت أربع جولات من دوري روشن قبل أن يبدأ منتخبنا الوطني استعداده لخوض الملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم 2026 في مباراتين تُعدّان من الأهم في السنوات الأخيرة، والتي يأمل من خلالها عشاق الأخضر أن يروا راية العز خفاقة في المونديال العالمي، بعد أن خطت الكرة السعودية خطوات كبيرة على طريق العالمية من خلال دوري قوي ومشاركة سعودية هلالية فاخرة في مونديال الأندية الأخير بالولايات المتحدة الأمريكية.
عوداً على بدء.. في الجولات الأربع لم يظهر الزعيم العالمي بقيادة مدربه الإيطالي إنزاغي بتلك الصورة المبهرة التي عوّدنا عليها الفريق في أغلب بداياته. ويبدو أن المدرب الشهير لم يُخرج بعد كل ما في جعبته من أفكار، وما زال يبحث عن استحضار أفضل ما لدى الفريق من إمكانات لتوظيفها بطريقته الخاصة، قبل أن يعتمد استراتيجيته التي سيمضي بها خلال موسم طويل أصبح التنافس فيه محموماً في ظل وجود العديد من الفرق الساعية للمنافسة على المراكز المتقدمة في سلّم الترتيب.
أعتقد أن هذه البداية لها ما يبررها؛ فالمعسكر الإعدادي بدأ متأخراً بسبب مشاركة الهلال في كأس العالم، ولم تتجاوز مدته الأسبوعين، ما يعني أن الفريق بحاجة إلى المزيد من الوقت حتى يصل لمستواه الطبيعي. كما أن المباريات القوية التي استهل بها الهلال موسمه لم تمنحه فرصة التدرج مقارنة ببقية المنافسين. ومع ذلك، فإن المحصلة النهائية للجولات الأربع لم تكن سيئة، وأرى أن الزعيم قدّم مردوداً جيداً قياساً بالظروف المذكورة. ولديّ إيمان عميق بأن مدربه سيعمل على تكوين فريق مرعب قادر على بلوغ القمة في نهاية المطاف، شريطة تلمّس احتياجات الفريق ونواقصه تمهيداً لإبرام انتدابات نوعية في الميركاتو الشتوي، خاصة أن الفريق لم يحظَ باستقطابات كثيرة، خصوصاً على مستوى اللاعبين المحليين في فترة الانتقالات الصيفية، إضافة إلى إمكانية ضخ عنصر أو عنصرين من اللاعبين الأجانب تحت سن 21 عاماً في الشق الهجومي.
الهلال خاض خمس مباريات هذا الموسم كان نجمها الأول القاطرة الهلالية الدولي الفرنسي ثيو هيرنانديز، حيث قدّم مردوداً كبيراً، وأضاف قيمة عظيمة، وشكّل قوة ضاربة في الجهة اليسرى بانطلاقاته السريعة وأدائه المثالي كظهير عصري، حتى بات هداف الفريق بتسجيله ثلاثة أهداف. كما أن المهاجم الأوروجوياني الجديد نونيز شارك بفعالية، وأظهر حماساً كبيراً، وفرض نفسه بقوة أمام جماهير الهلال الكبيرة قبل أن يتوقف بسبب إصابة لن تعيقه - بإذن الله - عن العودة بعد فترة التوقف.
نقطة آخر السطر
من الواضح لكل متابعي الدوري السعودي أن ثمة تفاوتاً في جدولة المباريات بين الفرق!.. ففي حين حَظي النصر بجدول متدرج وسهل نسبياً، وجدنا الهلال يواجه خصوماً أقوياء في أربع مباريات من أول ست جولات!.. قد يحدث هذا مصادفة، لكن السؤال الذي حيّر الجميع ولم نسمع له إجابة من الجهة المسؤولة عن الجدولة هو: ما الآلية التي تم اعتمادها؟ وهل يُفترض أن يبقى هذا سراً في أدراج المكاتب لدوري نطمح أن ينافس الدوريات العالمية؟!.
سؤال أطرحه أمام المسؤولين، ضمن الكثير من الأسئلة التي يبحث الوسط الرياضي عن إجابات شافية لها!.