عبدالله إبراهيم الكعيد
في مقالي الأسبوع الفارط المعنون بــ(إرهاق الذاكرة بما لا ينفع) أوردت مقولة للبروفيسور في جامعة كاليفورنيا ديليب جيست حول عقل الإنسان الذي يتأقلم مع عشرات السنين فيصبح أقل انفعالاً وأكثر رزانة رغم ما يقال عن النسيان وخرف الشيخوخة المرتبط في العادة بالتقدم في السن. هذه المرة أتت المعلومة معززة بأقوال من مفكري الزمن الماضي من علماء المسلمين. عامل المعرفة كما يُحب أن يُسمى نفسه الصديق الدكتور أحمد العرفج له رأي مختلف. قال في تعقيب صوتي «ذاكرة البشر يُرمى فيها آلاف الأشياء، ولهذا يعتقد الفرد منا حين يستمع لمقطع تافه من أجل الاطلاع على المحتوى أو ربما بسبب الفضول فهو لا يعرف بأنه يأخذ في لا وعيه الفكرة ذاتها دون أن يدري».
حسناً، يبدو بأن الحكاية وردت في ذهن عامل المعرفة وطرحها بأشكال مختلفة ولا سيما وقد بدأ برنامجه (هلا بالعرفج) على روتانا خليجية منذ عام 2013 إلى وقتنا الحالي، لهذا لا غرابة حين يؤكد بأن موضوع حشو الذاكرة يفترض بأن يكون في صدارة اهتمامات الكُتّاب والمتحدثين لأن الفرد منا يتلقى آلاف المعلومات والصور والمفاهيم في اليوم الواحد، فما الذي يجب أن يُحفظ منها وذاك الآخر الذي يجب حذفه.
استشهد الدكتور أحمد بمقولة بليغة لأحد السلف: «أن الناس يكتبون أحسن ما يقرأون ويحفظون أحسن ما يكتبون ويتحدثون بأحسن ما يحفظون» من ذلك المنطق أسأل: هل يكتب أحدنا أسوأ ما قرأ ويحفظ الغث من المتون تلك التي لا تنفع وهنا مربط الفرس في مقالتي اليوم التي حرضني فيها عامل المعرفة للعودة إلى حكاية ما الذي يفترض بنا أن نحتفظ به في ذاكرتنا؟ وبما أننا في ذمة برامج الذكاء الاصطناعي فقد تنكبت ذلك السؤال وألقيت به في حضرة سيادة الفهّامة (ChatGPT) المنسبة فمعرفتي بالتطبيق قديمة أقصد من أول ما أُتيح لنا كعامة المستخدمين، ولم أجد فيه ذلك الاختلاف المبهر عن بقية محركات البحث الأخرى لكنه يتذاكى علينا باستخدام لهجاتنا المحلية في حالة اختيارنا لهذه الميزة. أجاب قدّس الله سره بأن ليس كل شيء يمر علينا يستحق مكانا في الذاكرة. (أمر منطقي ومتفقين عليه) ثم ماذا؟ ينصح صاحبنا (الإي آي) بأن الأشياء التي يفترض بنا أن نحتفظ بها في ذاكرتنا مع شرح كل عنصر:
الدروس والعبر
اللحظات السعيدة
المعارف الأساسية
الروابط الإنسانية
الأهداف والأحلام
صفوة القول كما هو العنوان أعلاه المقترح من قبل الدكتور أحمد يجب علينا تنظيف الذاكرة من التفاصيل غير ذات الفائدة مثل الزلات الصغيرة والمواقف العابرة والعلاقات الوقتية المحبطة.