إيمان حمود الشمري
حزمة من الضوابط التي تثلج الصدر أطلقتها الهيئة العامة لتنظيم الإعلام كنوع من الحدود والخطوط الحمراء التي تضبط المحتوى، حفاظاً على النسيج المجتمعي والقيم الثقافية والأخلاقية، حيث إن بعض الحسابات تخطت الحدود فيما يخص نشر المحتويات الهابطة التي تلهث لجمع أكبر عدد من المشاهدات وحصد التفاعل دون أي مراعاة للذوق العام.
رقابة صريحة وواضحة بضبط معايير النشر حصدت تأييداً واسعاً من المجتمع بكل شرائحه وكأنما كان الجميع ينتظرها منذ زمن، لما كان يشكل المحتوى من ضغط نفسي على العائلات، بنشر مظاهر الترف والبذخ المستفز الذي ينعكس على نفوس المتابعين ويجعلهم في وضع مقارنة وتذمر وعدم رضا، برغم من أنه قد تكون نسبة كبيرة من المشاهد والمقاطع المنتشرة غير صادقة وعبارة عن مسرحية هزلية سخيفة للفت النظر وجذب المتابعين، إلا أن أثرها السلبي انعكس على الناس وتسبب بعضها بشرخ في الحياة الأسرية.
إستراتيجية مدروسة ستخلق نمطاً جديداً من محتويات التأثير، يخضع لقيود مفروضة، تحمي المجتمع والأجيال الجديدة من عبث سفهاء النشر السلبي، وحملة جادة مرتبطة بعقوبات صارمة، لمحاربة المحتويات الهابطة التي تسيء للقيم وتفكك المجتمع السعودي، كي تحد من انتشار الكثير من الظواهر الغير مقبولة التي بدأت تأخذ رواجاً بين الناس، إذ إن السكوت عنها مدعاة للتمادي والتقليد، فمثل تلك الحسابات تعتبر من أدوات الإعلام الجديد المحسوبة على المجتمع السعودي، لذا يجب أن تخضع للرقابة، لأن السكوت عنها سيؤدي لاضطرابات مجتمعية خطيرة، تجعل الحياة أكثر تعقيداً.
لا للتباهي والاستعراض السافر، والأخبار المضللة، والعنصرية والتطرف ونشر خطاب الكراهية الذي يسبب انقساماً ويؤجج النفوس، لا للتنمر، ونشر الخصوصيات وتصوير الأطفال والعمالة، لا لأي محتوى خادش للحياء والذوق العام يفسد المجتمع ويهدد القيم.
نحن على موعد مع قالب جديد مريح للعين والنفس، يخضع لسيطرة الإعلام المنظم وينبذ العشوائية، ضوابط إعلامية تحمينا من بعض الحسابات وتحمي الأفراد من نفسها، وتخمد الفتنة بجميع أشكالها وتعكس صورة متقدمة عن مجتمعنا.