د.شريف بن محمد الأتربي
على مدار عشرات السنين كان النزاع العربي الإسرائيلي محصورا بين مصر ودول الشام وفلسطين، فلم نسمع عن اعتداء أو عربدة إسرائيلية في الأجواء العربية سوى بتجاوز هذا العدو لكافة الخطوط الحمراء والاعتداء على دولة قطر الشقيقة تجاوز كافة الخطوط الحمراء مما دعا الدول العربية والإسلامية ودول الخليج العربي إلى عقد القمة العربية الإسلامية الخليجية في قطر، خاصة في ظل تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية أيضا على الأراضي الفلسطينية بهدف تهجير الفلسطينيين من ديارهم فحسب، مما أثار قلقًا عميقًا في الأوساط العربية.
تأتي هذه القمة في وقت حرج لتؤكد على ضرورة تعزيز وحدة الصف العربي في مواجهة هذه الاعتداءات المتزايدة على الأراضي العربية واستباحتها بشكل أهوج وغير محسوب عواقبه خاصة مع توقيع هذا الكيان الطفيلي على اتفاقيات سلام مع عدد من دول المنطقة والتي بموجبها اعتقدنا أن حرب أكتوبر 1973م هي أخر الحروب العربية الإسرائيلية، ولكن هيهات هيهات فهؤلاء القردة والخنازير تحدوا الله تعالى فما بالك بعباد الله.
لقد ركزت القمة على عدة محاور رئيسية، كان أهمها التنديد بالعدوان الإسرائيلي على دولة قطر الشقيقة، ودعم القضية الفلسطينية، والتأكيد على حقوق الفلسطينيين، ورفض أي اعتداءات على الأراضي العربية، وأيضا مناقشة سبل تعزيز التعاون بين الدول العربية لمواجهة التهديدات الإسرائيلية، ووضع استراتيجيات لمواجهة هذه الاعتداءات، مع التركيز على التنسيق في المحافل الدولية.
كان من أهم نتائج هذه القمة إصدار بيان دعم قوي يؤكد على دعم دولة قطر التنديد بالاعتداء على أراضيها، وأيضا التأكيد على تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه وعدم الموافقة على سياسة التهجير التي تنتهجها القوة الإسرائيلية الغاشمة ودعوة المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف الاعتداءات.
كما تم الاتفاق على إنشاء آلية لتنسيق المواقف السياسية بين الدول العربية وتعزيز الدعم المالي للفلسطينيين، بما يسهم في تخفيف المعاناة الإنسانية.
على الرغم من النتائج الإيجابية، يبقى التساؤل: هل ستنجح هذه الجهود في إنهاء العربدة الإسرائيلية؟ الواقع يشير إلى أن التحديات لا تزال قائمة بحكم أن الدعم الدولي الذي تتلقاه إسرائيل قد يعوق فاعلية القرارات المتخذة.
لقد مثلت القمة العربية الإسلامية الخليجية خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون العربي والإسلامي في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، ومع ذلك، فإن إنهاء العربدة الإسرائيلية يتطلب جهودًا مستمرة وإرادة سياسية قوية، كما يجب على الدول العربية أن تعمل على توحيد مواقفها وتبني إستراتيجيات فاعلة تدعم القضية الفلسطينية وتواجه التحديات الإسرائيلية بشكل جاد.