ناصر بن إبراهيم الهزاع
بادئ ذي بدء عندما نتحدث عن التعليم فإننا نتحدث عن أحد أعمدة التنمية لهذه البلاد المباركة (المملكة العربية السعودية) على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن (طيب الله ثراه) 1351هـ)، حيث أصبح التعليم نظامياً ورسمياً في جميع مدن المملكة.. وبحديثنا عن التعليم وبهذه العجالة فنحن نتحدث عن التعليم العالي، ونحن اليوم بلمحة وفاء وحب واعتزاز وفخر بجامعة الملك سعود بالرياض (جامعة حكومية) وذلك بمناسبة مرور سبعين عاماً من العطاء، حيث صدر الأمر الملكي الكريم ليوم 14 لشهر ربيع الآخر 1377هـ وذلك بوضع لبناتها، حيث افتتحها الملك سعود بن عبدالعزيز (طيب الله ثراه) وهو المؤسس الثاني لهذه البلاد الطاهرة وبحضوره شخصياً لهذه المناسبة العظيمة، حيث ألقى كلمته التاريخية (افتتحنا أول جامعة في مملكتنا مستبشرين بنعم الله)، ثم أعقبها كلمة أول وزير للمعارف بالمملكة وهو الملك فهد بن عبدالعزيز (رحمه الله)، ومن ثم كلمة أول مدير لجامعة الملك سعود د/ عبدالوهاب عزام (رحمه الله) حيث نواتها الأولى كلية الآداب، وقد استقدم لها الأساتذة والدكاترة من ذوي الخبرة والاختصاص، ومن ثم أعقبتها كلية التجارة وها هي مجلة جامعة الملك سعود بين يدي العدد الأول لشهر ذي القعدة 1377هـ وهي مجلة فصلية وأشبه بكتاب (100 صفحة)، وتحمل بطياتها افتتاحية الجامعة وكلمة الملك سعود (رحمه الله) التاريخية، حيث تحتوي على كثير من المقالات العلمية والأدبية والدينية والثقافية التي حررها مجموعة من الأساتذة والدكاترة في الجامعة.
وفي عام 1379هـ خُرِّجت الدفعة الأولى من طلبة كلية الآداب وعددهم 23 خريجاً يحملون شهادة ليسانس في الآداب. وفي عهد الملك فيصل (رحمه الله) 1384هـ تم تحويل اسم جامعة الملك سعود ليصبح اسمها جامعة الرياض، ومن ثم أعيد تسميتها عام 1402هـ إلى جامعة الملك سعود وذلك بعهد الملك خالد (رحمه الله) وذلك بعد زيارته التاريخية لها.
وإذا نظرنا إلى رئاسة الجامعة (مدرائها) حيث تعاقب عليها أكثر من اثني عشر أستاذ (دكتور) منذ نشأتها الأولى إلى يومنا هذا. إذن نحن أمام هرم جامعي شامخ وكبير يسابق الزمن بخططه وبرامجه العلمية، حيث أعطت الجامعة برنامج الابتعاث ليكون من أوليات برامجها العلمية، فقامت الجامعة بابتعاث كثير من طلبتها خارج المملكة لأوروبا وأمريكا للحصول على درجة الماجستير والدكتوراه بجميع التخصصات العلمية والطبية والأكاديمي، وعادوا إلى المملكة وأصبحوا محاضرين وأساتذة في جامعة الملك سعود ومنهم من ترقى وأصبح مديراً للجامعة ومنهم قياديون ووزراء في وظائف الدولة. إذن نحن أمام منظومة تعليمية بأحدث الأسس العلمية العالمية لتصبح جامعة الملك سعود بعد سبعين عاماً من العطاء مدينة جامعية كاملة في شمال غرب مدينة الرياض على مساحة أكثر من تسعة ملايين متر مربع، تضم بين طياتها 24 كلية في جميع التخصصات العلمية والأكاديمية والطبية، كما تضم مركز أبحاث مستقلاً بأحدث التقنيات العالمية وتضم المدينة الجامعية سكناً للأساتذة وسكناً للطلبة والطالبات، حيث بلغ عدد الأساتذة أكثر من خمسة آلاف محاضر وأستاذ جامعي (من الجنسين) وبلغ عدد الطلبة والطالبات أكثر من 60 ألفاً بجميع التخصصات العلمية والطبية والأكاديمية. إذن نحن أمام مدينة جامعية بأعلى التقنيات الحديثة وخدماتها على مدار الساعة، وإذا بحثنا عن خطط الجامعة وبرامجها الطبية فلن نتوقف حيث قامت بتشغيل أول مستشفى جامعي على مستوى المملكة والخليج العربي (1396هـ) قبل خمسة عقود وهو مستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي بطاقة استيعابية (200 سرير تنويم)، حيث أول من قام بإنشائه على حسابه الخاص هو الأمير طلال بن عبدالعزيز (رحمه الله) عام1377هـ، أهداه الأمير طلال بن عبدالعزيز لجامعة الملك سعود، ولم تتوقف أهداف وبرامج الجامعة الطبية حيث أنشأت وبنت وشغلت مستشفى الملك خالد الجامعي عام 1402هـ، الذي ضم بعض العيادات الخارجية. واليوم يضم أكثر من 18 عيادة طبية بمختلف التخصصات الطبية 800 سرير تنويم بأعلى طاقة له، ولا ننسى مستشفى طب الأسنان لتخريج طلبة بطب الأسنان بكلية طب الأسنان. إذن نحن أمام صرح علمي كبير وتاريخي لا يتسع في هذه المقالة ذكرها حتى أصبحت جامعة الملك سعود منبراً ومن أوائل الجامعات العربية تميزاً لمكانتها العلمية واحتضانها المئات من الأساتذة من أوروبا وأمريكا حتى خرجت لنا أجيالاً أبدعوا فتخصصاتهم سواء في الهندسة أو الطب أو التخصصات الأكاديمية والكثير منهم نالوا شهادات تقدير من أعرق الجامعات الأوروبية والأمريكية في مجال أبحاثهم المتميزة من كل الجنسين.
وفي يومنا هذا بعهد الملك سلمان وولي عهده الأمين (حفظهم الله) نجد جامعة الملك سعود تسابق الزمن بما يوافق الرؤية (2030) ببرامجها وخططها المستقبلية وإنجازاتها العلمية والأكاديمية بما انعكس على طلابنا وطالباتنا في بناء هذا الوطن بأسس ونظم علمية عالمية.. فهنيئاً بحب وفخر واعتزاز لنا هذا الهرم الجامعي الشامخ. وبالله التوفيق.