فهد المطيويع
كما كان متوقعاً، واصل (نصر جيسوس) انتصاراته هذا الموسم بفوز مستحق على بطل الكأس والدوري، بعد أن قدَّم مستوى فنياً جميلاً نجح من خلاله في تجاوز عقبة الاتحاد المتهالك فنياً ومعنوياً.
المثير في هذه المواجهة أن الاتحاد بدا فريقاً بلا اتجاه واضح؛ غابت الروح وتلاشى الطموح لدى أغلب لاعبيه، وكأنهم استسلموا منذ البداية.
والأجمل في هذا الانتصار النصراوي أنه مر بهدوء وسلاسة، وكأنه برد وسلام على قلوب معظم إعلاميي الاتحاد. فلم تستحضر شماعة التحكيم المعتادة، ولم تتردد العبارة الشهيرة: (الاتحاد نحر) كما يحدث عادة عند الهزيمة من الهلال.
ويبدو أن بعض الأصوات الاتحادية أصبحت أكثر نضجاً وواقعيةً هذا الموسم، أو أنها -ببساطة- أدركت أن من غير المنطقي أن تخسر بهذا الكم من المباريات ومن نفس الفريق وتلقي باللوم على التحكيم.
الحقيقة تقول إن الاتحاد يعاني من فقر فني واضح في أكثر من مركز، كما أن أجانبه يفتقدون القدرة على الاستمرارية والإبداع. وكما يقال: (رحم الله امرأً عرف قدر نفسه). والجود من الموجود، طبعاً لا يخفى على أي اتحادي أن الفريق بحاجة إلى هزّة فنية قوية تعيده إلى مساره الطبيعي كمنافس شرس على الألقاب. وفي اعتقادي أن إقالة المدرب لن تكون الحل، بل قد تزيد من الضغوط والأعباء المالية على النادي، في وقت يحتاج فيه الاتحاد إلى الاستقرار أكثر من التغييرات العشوائية.
المؤسف أن بعض الأصوات ما زالت تردّد مقولة (الاتحاد نُحر مادياً) مع كل تعثّر للفريق وأنه لم يحظ بالدعم مثل غيره رغم كل ما قدّم له من ملايين! الحقيقة أن هذه المبررات أصبحت أثقل على الاتحاد من أي هزيمة، وكأنها تجارة خاسرة كلّفت النادي الكثير، حتى باتت «أغلى من بيع السوق» على الاتحاديين أنفسهم.
هذه هي الهزيمة الثانية للاتحاد أمام النصر هذا الموسم، بعد خسارة السوبر في الصين، وربما تكون الثالثة في كأس الملك ما لم يتغيَّر الحال. وهذا إنذار صريح للقائمين على الفريق لما قد يأتي لاحقاً من كوارث، إن لم تحدث وقفة جادة تعيد للاتحاد شخصيته وهيبته وهيبة مدرجه. أما الاستمرار في ترديد الأعذار والاحتماء خلف شماعات بالية فلن يجلب سوى المزيد من الخيبات.
عموماً، الاتحاديون أدرى بشعاب ناديهم.. في اعتقادي أن الاتحاد نحر بأوهام بعض محبيه. وكما يُقال ومن الحب ما قتل.
وقفة
ما زال الأهلاويون يتحدثون بغضب عن هزيمة فريقهم الأخيرة، ويوزعون التهم يميناً ويساراً، غير قادرين على تجاوز خسارة بيراميدز، رغم علمهم أن فريقهم يخوض حالياً مباريات الدفاع عن لقبه الآسيوي وأيضاً منافسات الدوري. استمرار هذا الجدل لن يغيِّر من الواقع شيئاً، بل هو مضيعة للوقت بلا جدوى. المضحك في الأمر أن معظم الانتقادات تجنبت تحميل اللاعبين مسؤولية ما قدموه من مستوى باهت، مبررين الإخفاق بذرائع الإرهاق والإجهاد. وهذه مشكلة حقيقية إذا لم يستوعب بعد مفهوم الاحتراف وكيفية التعامل مع استحقاقات الموسم بكاملها. للمعلومية التشافي بعد المباريات علم بحد ذاته له ناسه من أصحاب الشهادات العليا في العلاج الطبيعي والاستشفاء.
عموماً.. «هاردلك» للأهلي، ومعوّضين خير، لكن بعيداً عن شماعة الإجهاد.