رمضان جريدي العنزي
(1)
الخلق العالي، والإيمان العميق، والنفس المطمئنة، والترفع عن الدنايا، والعلو عن الخساسة والرذائل والأمور المذمومة، أعمال جليلة، وأفعال نبيلة، وصفات حميدة، أن الرجال الذين يتميزون بهذه الصفات صفحاتهم ملآى بالدروس المهمة، والعبر البليغة، التي تحُفز الآخرين على محاكاتها ومضارعتها في الميدان الحياتي، وشتان بين السائر في دروب الاستقامة، وبين الملتوي في دروب الضلالة.
(2)
النرجسية من أخطر الآفات وأكثرها إجحافاً بالناس والموازين والقيم، والنرجسيون لديهم انتفاخ وزيف وتعالٍ، يجيدون الاستخفاف بالآخرين، وينتقصون من كفاءتهم ومهاراتهم وإبداعاتهم، ويزدرون الناجحين والذين صنعوا لأنفسهم بصمة واضحة بستحقونها بجدارة وتميز، أنانيون يريدون العسل لأنفسهم ويبتغون للآخرين الحنظل.
(3)
الثبات والإصرار واليقين على النجاح أسلحة الأقوياء في وجه محاولات الفاشلين لزرع الشك والتضليل، النجاح الحقيقي يأتي من العزيمة التي لا تلين، التي تشبه الضوء الذي يبدد الظلام ويظهر الوضوح.
(4)
شتان بين أن يتولى الإنسان بنفسه تلميع ذاته والعزف على أوتارها، ومحاولة الظهور على المسرح الاجتماعي بأي شكل ولون وطريقة وإن كان هذا الظهور كسيحاً واهناً ورمادياً، وبين أن يتولى الناس بأنفسهم ذكر إنجازاته وإكبارها وحمدها والثناء عليها والإشادة بها، أن ألسنة الناس تلهج بذكر أصحاب المبادرات الرائدة، والأعمال النبيلة، والمشاريع الإنسانية، والأفعال البناءة، ولا تلتفت لأصحاب المظاهر والشكليات والقول الذي بلا فعل، والتنظير المجرد، لأنها لا تطرب أحد على الإطلاق، ولا تلفت إليها النظر.
(5)
المؤمن من صفاته أنه هش بش، وكانت العرب تمتدح الرجل فتقول: بسام الثغر، أن صاحب الوجه المتجهم العابس بعيد جداً عن قواعد الأخلاق الإنسانية، كلامه غليظ، وتعامله جاف، وبه غرور كبير، وتعالي مقيت، لا يألفه الناس، ولا يقبلون عليه، ويفرون منه، أن صاحب الوجه المُتهلل بالبشر والطلاقة واللطافة، أقدر على النفاذ إلى الأرواح والقلوب، وأنجح في التعامل مع الناس، وأرقى في الأخلاق