د.عبدالعزيز الجار الله
جاء إعلان الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة، ضمن الكلمة الافتتاحية لمؤتمر الاستثمار الثقافي، يوم الاثنين 29 سبتمبر 2025 عن تأسيس جامعة الرياض للفنون، بصفتها أحد أهم الاستثمارات في التعليم الثقافي، عبر بناء شراكاتٍ دولية مع مؤسسات أكاديمية رائدة في التخصصات الثقافية.
وجاء تأسيس جامعة الرياض للفنون لبناء سلاسل إمدادات ثقافية كانت مفقودة لتكون جسراً ما بين المجتمع الثقافي، وبين جانب من الإبداع والمهنية، حين كان المجتمع من الستينات الميلادية مع بداية الإذاعة والتلفزيون والمسرح والسينما والعروض الغنائية والمعارض والمؤتمرات، وجميع الفنون الأخرى، كانت الأجهزة الفنية والإبداعية تعتمد على مهارات وخبرات غير السعوديين، لنكتشف غياب العنصر المحلي خلال هذه الرحلة على النحو التالي:
- عند تطوير الإذاعة والتلفزيون والنقل التلفزيوني في بداية السبعينيات الميلادية من القرن الماضي لنقل مواسم الحج والصلاة من الحرمين.
- بداية العمل الفني والإبداعي منتصف السبعينيات الحفلات الغنائية والمسرح، ونقل المناسبات الرياضية.
- تولي المملكة زمام تنظيم المؤتمرات الدولية والمعارض وإيصال صوتنا الإعلامي في بداية الثمانيات الميلادية.
- إنشاء وامتلاك القنوات الفضائية في التسعينيات وبخاصة بعد الغزو العراقي للكويت عام 1990 .
- في الألفية الثالثة بداية الإعلام الجديد والإنترنت وانتشار الجوالات.
- بداية التواصل الاجتماعي وتوسع مجالها إبان الربيع العربي 2010 .
- في عشرينيات هذا القرن الحالي 2016 مع بدء الحديث عن الثورة الصناعية الرابعة في مجالات:
الروبوتات، والذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا النانو، والحوسبة، والتكنولوجيا الحيوية، وإنترنت الأشياء (IoT)، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والمركبات المستقلة.
- الإعلان عن الرؤية السعودية 2016 حيث تحتاج إلى محرك إعلامي كبير وإدارة المشهد الحضاري الجديد.
- في عام 2019 ظهرت مواسم السياحة واحتفالات بوليفارد الرياض وجدة ومدن المملكة بإقامة الحفلات الغنائية والعروض المسرحية والسينمائية، والنقل التلفزيوني للأنشطة الرياضية من كرة القدم والمصارعة العالمية والراليات سباق المحركات، ومهرجانات الهجن والخيل، والألعاب السعودية وجميع الرياضات المختلفة.
قابل هذه الأنشطة من السبعينيات الميلادية الماضية وحتى الآن الذي توج في رؤية السعودية 2030 قابله نقص شديد في الكوادر السعودية المتخصصة الأكاديمية والمهنية والإبداعية لإدارة المشهد الثقافي والإعلامي، في حين كان الاعتماد الكامل على شركات وعاملين من غير المواطنين، وهذا هدر للأموال وضياع فرص التوظيف وتوطين الأعمال بطاقات محلية قادرة على صياغة منجزاتها وفقاً لثقافتها وروح إنتاجها المحلي، حتى تبقى محافظة على هويتها وبصمتها السعودية، ويضاف لذلك عامل الأمن الثقافي والإعلامي.