رمضان جريدي العنزي
على الإنسان أن يكون له رصيد إيجابي ملحوظ في ما يقدّمه من أعمال نافعة للناس، فخير الناس أنفعهم للناس، وليس الاتكاء على ما صنعه الأسلاف، إن نفع الناس ومشاركتهم همومهم وأحزانهم، والتخفيف من آلامهم ومصائبهم، لهو من أعظم أسباب التوفيق والنجاح والفلاح، ومنزلة النافع عند الله عظيمة، ودرجته عالية رفيعة، إن السعي في نفع الناس، وفعل الخير لهم، من أعظم الأخلاق التي يتحلى بها الإنسان، إن الإنسان صاحب القلب الرحيم، والروح اللطيفة، محب للخير، وساع له، وباذل للمعروف، إن الإنسان السوي الصافي النقي ذو عزيمة قوية، وهمة عالية في البذل والعطاء، إن الجزاء من جنس العمل، فإذا أردت أن يسهل الله حوائجك فأعن الناس على قضاء حوائجهم، قال الشاعر:
وأفضل الناس ما بين الورى رجل
تقضى على يده للناس حاجاتُ
إن أرقى الناس من ينفع الناس والأهل والوطن والصديق والقريب والبعيد، بل يتعدى خيره ونفعه للحيوان والنبات والجماد، فطوبى لإنسان جعله الله مفتاحا للخير مغلاقا للشر، وويل لإنسان جعله الله مفتاحاً للشر، مغلاقاً للخير، شره على وجه الأرض، يتلون كالحرباء، على كل الموائد يأكل، هماز مشاء، يقتات على الفتن، ويتغذى بالنميمة، مع كل ناعق يطير، وفى كل باب شر له مدخل، لا مجد له يبنيه ولا مراد له يحصله إلا بمحاولة هدم الجادين، وتثبيط الناجحين، ومحاولة القفز على منجزاتهم ونجاجاتهم، أمثال هذا لا ينال خيراَ، وعاقبة أمره خسران مبين، وحياته لا تفارقها الحسرة والندم، وإن ضاقت به الدنيا من شدة الحقد أو الكره كره نفسه، فطوبى لصاحب النفس الزكية النقية، ولا عزاء لمن طبع الله على قلبه فاتشح بالسواد وتدثر به.