أ.د.عبدالرزاق الصاعدي
1/ يتسارقون السياط: يسرقونها:
الفعل تَسارَقَ -على وزن تَفاعَلَ- لم يرد في الجذر (س ر ق) في معاجمنا، وورد في أثر ثابت عن ابن عمر في كتاب المصنّف لابن أبي سيبة 15/ 339 ح 28101: قال: «حدّثنا أَبو بكر قال: حدّثنا أبو أُسامة، عن عُبَيد اللَّه، عن نافع، عن ابن عُمر، قال: كانُوا يَتَسَارَقُونَ السِّيَاطَ في طَريق مكَّة، فقال عُثمانُ، لَئِنْ عُدْتُمْ لَأَقْطَعَنَّ فيه»، وحكم عليه محقّقه الشيخ الشتثري بأنه أثر صحيح، وينظر تحقيق كمال يوسف الحوت 5/ 475. ومثل هذا قول ابن الأحنف اليمني (ت 707هـ) في البستان في إعراب مشكل القرآن 2/ 444، عند إعراب قوله تعالى (يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ): «فالنظر من الطرف كالنظر من السماء، فلا حاجة إلى جعل «مِنْ» بمَنزِلة الباء، والمعنى أنّهُمْ يَتَسارَقُونَ النّظرَ إلى النار خوفًا منها».
وبهذا الأثر وما في كتاب ابن الأحنف يمكن القول إن تَسارقَ فائت؛ لأن هذه صيغة تفاعل سماعية فهم يذكرون في ضرب تضارب وفي سمع تسامع وهكذا حسب ما يسمع من هذه الصيغة.
2/ تَرادَأَ واسْتَرْدَأَ:
لم تذكر المعاجم في الجذر (ر د أ) الفعلين تَرادَأَ واسْتَرْدَأَ، وقد ذكرهما ابن جني في الألفاظ المهموزة ص 30، 31، فقال: «أردأتُ الرجل أعنته وترادأتُ عليه واستردأتُ الشَّيء». وورد الفعل استردأ في كلام الطبري والفارسي. قال الطبري 15/ 109 بتحقيق محمود شاكر، و12/ 198 بتحقيق عبدالله التركي: «لا أعلم أحداً من أهل العربية إلا وهو يستردئ أمر المخاطب باللام»، وقال الفارسي في الحجة للقراء السبعة 2/ 91: «فإن قلت: فقد قال سيبويه: بلغنا أن قوماً من أهل الحجاز من أهل التحقيق يحققون: نبيئا وبريئة. قال: وذلك رديء، [قلت] إنما استردأه لأن الغالب في استعماله التخفيف على وجه البدل من الهمز، وذك الأصل كالمرفوض، فرَدُؤَ عنده ذلك»، وقال المرزباني في الموشح في مآخذ العلماء على الشعراء 457 «كان ابن التَّخْتَاخ وكيل إبراهيم بن المهدى يقول شعرًا رديئًا، وينشده الناس على أنه لغيره؛ فمَن استردَأَهُ عاداه».
ولم يرد الفعلان ترادأ واستردأ في المعاجم، فليستدرك.