علي حسين (السعلي)
كلما أنظر إلى الحياة التي نعيشها أستغرب وأضرب أخماساً في أسداس.. لماذا؟
..لأن دولابها يسير رغم عدم جودتها!
فالحياة تكمن في مشاعرنا، أحاسيسنا، في حياتنا الاجتماعية بين أسرنا داخل روح من نعيش معهم، الكل لاهٍ في سماواته، يدور في فلكه، بين الأصدقاء؛ هذا يبتسم، وذاك يضحك، وهناك من يتوسد يده ويغفو، معك زوجتك أنت تتحدث، وهي على هاتفها وتخبرك زعما أنها معك وحين تسألها عن رأيها فيما قلت قبل قليل، تقول: أنت صادق!
همنا هو كيف يمضي نصف الشهر والحالة المادية بخير، الحمد لله، أعرف أننا في خير ونعمة، والصحة - كما يُقال- تاج لا يعرفها إلا المرضى، شفاهم الله وعافاهم!
نحن في حياتنا نسير بين نقيضين:
- الرضا بما قسمه الله لنا.
- العتب والندم على ما فات.
عبارة دائما أسمعها وتتردد كثيراً «الحياة حلوة» نعم، حلوةٌ لمن رتبّ ذاته، رمّم أشلاء روحه، خيّط ما تمزّق من جروحه، أعطى لهواه منتهاه، عاش تفاصيل يومه بكل تناقضاته العسر قبل اليسر، بعدها نستطيع أن نقول : الحياة حلوة !
هَبْ أننا في حياتنا اليومية نتطرق لأي حادث يمر بين أعيننا كيف نقيس مسافة الرضا ؟! سؤال أظنه مهمًا في حياتنا اليومية، ولا أحد يخبرنا عن مقولة :
« انظر لنصف الكأس المليان» المشكلة أن الكأس فارغ تماما، والكأس الفارغ يعلمنا ماذا بداخله لا حاجة إلى أن يمتلئ .. الكأس الفارغ نحن مَنْ نضع ما فيه ونشرب ما فيه !
الحياة سنعيشها حتما بكل ما فيها شئنا أم أبينا، لكننا ننسى أو نتناسى أن الرضا مع الأمل صنوان؛ رضا بالحياة التي نعيشها فرحا، والأمل مع تقلبات الحياة بعسرها ويسرها !
الحياة مشقة لا تصفو يوما لأحد، والحصيف من يعيشها حربا، هذا الفرق بين النقيضين الأمل بالرضى والقناعة مع التسليم، هكذا هي الحياة كما أراها !
الحياة نبراس ومشاعل نور ومساقط نور لمن فتح الله عليه سبل النجاة من الحياة ، بمعنى أن حياتنا مقرونة بالتفاؤل والأمل بالنظر إلى البعيد لا إلى قرب المسافة بين أقدامنا.
الحياة عنوان لبيت لم يكتمل إلا بأنواره، ابتساماته، وضحكات من فيه.. الحياة عطاء مع صبر نفاذ حتى تقترب النهايات!
الحياة شجرة لم تثمر بعد، نسقيها بتعبنا، بضحكة من شفاه يابسة، الحياة في عين الشعراء هي أمل قادم، وفي الكتّاب نفاذ الحروف حين تتراقص على السطور، الحياة في هِمّة الروائيين شخصيات وأحداث وبدايات ونهايات بخط الروائي، سعادة أم شقاء، الحياة في أوتار عود عازف يدندن بالحياة ومطرب يصدح بصوته وجعا من كلمات شاعرها، وتخرج الآهات لكل من سمعها وجعا أم فرحا !
الحياة مثل تربة الفلاح، إما يعتني بها أرضا أو يخسف بها إهمالا، الحياة انطلاقة الفجر ونهاية غروب الشمس ، الحياة بعد الثانية عشرة ليلا تبدأ عندها الحسبان مع فنجان قهوة وتصفح ما كتبه الأصدقاء والبحث عن تسلية بالية في ظن من بدأها قضى وقتا فارغا لأناس همهم التقاط فراغات التافهين!
الحياة بعد الثانية عشرة ليلا :
حُلْمٌ مؤجل بفنجان شاي أصبح باردا من هواء مكيف، ونحن لاهون مع منشورات أقل ما فيها ضياع وقت من حياتنا، إن نمنا وأرحنا أجسادنا وذكرنا ربنا كان أجدى وأبقى وأستر، الضياع الحقيقي لحياتنا أن نسير لا أن نُسيّر، نتابع لا نتبع، ننام كي نكتب ما تحسّه أرواحنا وجعا وفرحا!
أغرب موقف وأدهشه بالنسبة لي :
يتقرب إليك شخص ما وأنت تعلم أنه كاذب وأنت تسايره كي تمضي الحياة، الغباء الحقيقي هو أن تؤمن بأنك ذكي وغيرك فاغر فاه ظنا منك أنه لا يعلم نواياك.. وعجبي!!.
سطر وفاصلة:
تعالي نفرش للوقت وردا
ونسير في درب النهايات
ونقطف من صباحنا عهدا
ونهمس للحب مسافات
الكل نائم على الهوى صدا
أنا وأنتِ أجمل الصباحات
وقتي معك كالذهب عقدا
أول الفجر ونهاية البدايات