محمد العويفير
في الوقت الذي تتسابق فيه أندية الصندوق المدعومة لتحقيق البطولات واعتلاء المنصات، ما زال النصر يعيش حالة من البحث عن منجز محلي يعيد له هيبته ويواكب به منافسيه، الهلال حصد البطولات، الاتحاد عاد بقوة، الأهلي خطف الأضواء، لكن النصر رغم أنه أحد أندية الصندوق، ما زال بلا منجز محلي في عهد الخصخصة، في هذا السياق جاء قرار إدارة النصر بالتعاقد مع المدرب جيسوس كخطوة قد تكون مبنية على رؤية إستراتيجية ذكية وهي الحاجة الماسة لمنجز سريع يبنى عليه للمستقبل، فجيسوس مدرب يمتلك سجلا حافلا بتحقيق النجاحات في موسمه الأول مع الأندية التي يدربها، وهذه نقطة مهمة لأي فريق يبحث عن استعادة بريقه فورا، هذه الخطوة ليست جديدة على عالم كرة القدم؛ ففي أوروبا كثيرا ما تتجه الأندية إلى مدربين من نمط «المنجز السريع» مثل أنطونيو كونتي، هذا الأخير اشتهر بتحقيق البطولات المحلية منذ موسمه الأول أينما ذهب تقريبا، والهدف واضح: اختصار الطريق نحو النجاح، كسب بطولة مبكرة تمنح الفريق أرضية صلبة للبناء عليها للمستقبل، ثم تعزيز صفوف الفريق وهو في حالة بطل لا فريق يعاني.
ومع ذلك، هناك نقطة محورية يجب ألا تغيب عن إدارة النصر، وهي أن جيسوس مدرب قصير النفس في أغلب محطاته التدريبية، في آخر 25 سنة نادرا ما استقر مع ناد لموسمين متتاليين أو أكثر، لذا النمط السائد لمسيرته أنه يحقق نجاحا كبيرا في موسمه الأول، ثم يبدأ الأداء في التراجع في الموسم الثاني، أحيانا إلى درجة الانهيار الكامل ويصعب العودة بعد ذلك.
من هنا تأتي أهمية وضوح الرؤية لدى إدارة النصر: إذا كان الهدف هو المنجز السريع، فإن التعاقد مع جيسوس خطوة ذكية، بل قد تكون الأذكى في المرحلة الحالية، لكن في الوقت نفسه يجب أن تكون العلاقة معه علاقة موسم واحد مهما كانت النتائج، ويخطط لما بعده من الآن، بهذه الطريقة يستفيد النصر من خبراته وانتصاراته في موسمه الأول دون أن يقع في فخ التراجع الموسمي الذي اشتهر به.
النصر هو الوحيد بين أندية الصندوق الذي لم يترجم دعمه إلى منجز كبير، قد يكون جيسوس هو الحل السريع الذي يختصر الطريق، لكن النجاح الحقيقي سيكون في استغلال هذا المنجز كقاعدة لبناء المستقبل، لا التوقف عنده.
رسالتي:
الاستمرار في القمة يحتاج رؤية أطول من موسم واحد!
** **
- محلل فني