د. عيسى محمد العميري
لم يتوقف الدعم الخليجي للقضية الفلسطينية يوماً ما أبداً. أو تأثر بأي موقف من هنا وهناك الأمر الذي يؤكد الرؤية والموقف الثابت والراسخ تجاه حقوق هذا الشعب على مدى عقود وعقود ماضية، واستمر في تقديم كافة أشكال الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني المظلوم. هذا الشعب الذي عانى وما زال يعاني الشقاء والتضحيات الشبه يومية جراء القصف الذي يتعرض له. وذلك الموقف من قبل دول الخليج العربي وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية من خلال الخطوة التي بادرت بها وبشكل غير مسبوق في تاريخ الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني، والحرص على استدامة واستمرارية هذا الدعم بكل ما أوتوا من قوة وقدرات واستطاعة. وآخر تلك الجهود المميزة التي نتحدث عنها هي المتمثلة في إطلاق التحالف الطارئ للاستدامة المالية للسلطة الفلسطينية. تزامناً مع إعلان كل من المملكة العربية السعودية وبلجيكا والدنمارك وفرنسا وآيسلندا وإيرلندا واليابان والنرويج وسلوفينيا وإسبانيا وسويسرا والمملكة المتحدة، عن إنشاء تحالف للاستجابة للأزمة المالية غير المسبوقة التي تواجه السلطة الفلسطينية، بهدف تثبيت أوضاعها المالية وضمان قدرتها على الحكم وتقديم الخدمات الأساسية والحفاظ على الأمن، وهي جميعها عناصر أساسية لاستقرار المنطقة وصون حل الدولتين، وهذا التحالف الذي استقطب مجموعة واسعة ومتنوعة من الدول والشركاء الداعمين من مختلف المناطق، حيث قدّم العديد منهم مساهمات مالية كبيرة وتعهد بدعم مستدام. ويعكس هذا الانخراط الجماعي الإجماع الدولي الواسع على ضرورة منع انهيار السلطة الفلسطينية وحماية أسس السلام. كما وجاء تشديد وزراء خارجية الدول التي أطلقت التحالف الطارئ للاستدامة المالية للسلطة الفلسطينية، على أن المساعدات قصيرة الأجل غير كافية، مؤكدين أن التحالف سيعتمد نهجًا مستدامًا وقابلًا للتنبؤ ومنسقًا، بالتعاون مع المؤسسات المالية الدولية والشركاء الرئيسيين لتعبئة الموارد ودعم الإصلاحات الاقتصادية والإدارية الجارية وضمان الشفافية والمساءلة الكاملة.
ومن ناحية أخرى نقول: إن هذا التحالف سيصب في مصلحة القضية الفلسطينية ولاشك، ويضيف رصيداً مهما من الدعم والمساندة. والتي هي بحاجة لها. وأضافت بعداً وتوسيعاً لقاعدة المشاركة في هذا التحالف عبر التأكيد من الدول الأعضاء على الترحيب بانضمام جميع الدول والمنظمات الدولية إلى هذا الجهد الجماعي، والتأكيد أيضاً على أن تعزيز الأسس المالية للسلطة الفلسطينية استثمار في السلام والاستقرار والأمن للفلسطينيين والإسرائيليين معاً، والمنطقة بأسرها. كل الشكر والتمنيات الصادقة لنجاح الدول المشاركة في هذا التحالف، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وباقي الدول الأخرى. والله الموفق.
** **
- كاتب كويتي