د.عبدالعزيز الجار الله
ردت حركة حماس، مساء الجمعة 3 أكتوبر 2025 بعد مرور نحو سنتين على حرب إسرائيل العدواني على غزة فلسطين 8 أكتوبر 2023، وقاد إلى اعتراف دول العالم والمنظمات الحقوقية والقانونية بأن حرب إسرائيل على غزة هي حرب إبادة على الشعب الفلسطيني بقتل وجرح نحو (200) ألف فلسطيني بمن هم تحت الأنقاض والمفقودين، وتدمير غزة تماماً حيث لا تصلح للعيش في وقتها الراهن، -ردت حماس- على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمستقبل غزة، بما في ذلك إنهاء حرب إسرائيل على قطاع غزة والعدوان المستمر على الضفة الغربية، والتي تنهي خطة ترامب مشروع إسرائيل في احتلال الضفة الغربية والقطاع، والتهجير القسري والطوعي من غزة، وهي أحد موازين الحرب التي شهدتها إسرائيل والعالم صمود الشعب الفلسطيني في غزة والقطاع وحتى لفلسطيني 1948 داخل الخط الأخضر، وفشلت في ذلك مساعي اليهود والمتطرفين في حكومة بنيامين نتانياهو في تكرار أحداث حرب 1948 و1967 التهجير إلى غزة والضفة والدول العربية في العراق ولبنان وسورية والأردن ومصر التهجير والشتات، فأهل غزة أثبتوا للعالم مدى صمود وتمسك الشعب الفلسطيني بأرضه رغم القتل والتنكيل والتجويع وتدمير.
وكانت حماس قد وافقت على خطة ترامب وركزت في ردها على النقاط الرئيسة دون الخوض في التفاصيل وهي التي تعني بالدرجة الأولى المطالب الفلسطينية والعربية والإسلامية وتوجهات ترامب الأساسية؛ لذا جاء رد ترامب بإعلانه وقف الحرب عاجلاً، والنقاط المحورية في خطة ترامب لليوم التالي هي:
- وقف لإطلاق النار وإنهاء الحرب فوراً.
- انسحاب إسرائيل من غزة ووقف الضم الضفة والقطاع.
- الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين وعددهم (48) الأحياء والجثث.
- الإفراج عن 250 من الأسرى الفلسطينيين مدد طويلة أحكام مؤبدة. ونحو 1700 فلسطيني اعتقلوا من غزة بعد 8 أكتوبر 2023.
- الدخول الفوري للمساعدات والإغاثة الدولية الإنسانية دون تأخير.
- البدء العاجل في إعادة الإعمار العربية والدولية المساكن المؤقتة والدائمة التي تستمر لمدة (5) سنوات.
- وقف كل أشكال تهجير الفلسطينيين الدائم والمرحلي من القطاع إلى سيناء مصر والأردن.
- القبول بإدارة غزة من حكومة تكنوقراط فلسطينية.
وبالتالي تتحول غزة من قضية قطاع إلى قضية دولة بعد اعتراف 156 دولة عالمية بدولة فلسطين والاعترافات قابلة للزيادة، مقابل 165 دولة معترفة بإسرائيل، من أصل 194 دولة حول العالم. وتصبح فلسطين بعد الاعتراف الدولي قضية دولة وليس قطاع، وقضية استقرار وإعادة ترتيب الشرق الأوسط في ظل وجود دولة فلسطينية جديدة، وهو الذي تعمل عليه الدول العربية والإسلامية، حيث تولت زمام الأمر السعودية مع فرنسا عبر مؤتمر الاعتراف العالمي بدولة فلسطين وحل الدولتين في 23 سبتمبر 2025.