د.نايف الحمد
في خضمّ معركة الأخضر السعودي لحجز بطاقة التأهل عن قارة آسيا إلى كأس العالم 2026، تعالت الأصوات الناعقة - من سعوديين - احتجاجًا على ترشيح كابتن المنتخب السعودي سالم الدوسري لجائزة أفضل لاعب آسيوي لموسم 24/25.
أصوات محتقنة ومشجعون متعصبون انبرَوا للتقليل من شأن النجم الكبير، دون أي اعتبار لقيمته الكروية أو للمصلحة الوطنية، وقبل أن يقود «التورنيدو» منتخبنا في أهم مبارياته في السنوات الأخيرة، بعد المشاركة المشرّفة لصقورنا الخضر في كأس العالم بقطر 2022.
الغريب أن هذا الهجوم لم يأتِ من صغار المشجعين، بل سمعناه من كبارٍ كنّا نحسن الظن فيهم، ونعتقد أنهم لن يصلوا إلى هذا المنزلق، خاصةً أن هذا الهجوم يفتقد إلى أي منطق أو اعتبارات يمكن أن تُبرّره!
فسالم - وبالأرقام، ووفق معايير الاتحاد الآسيوي - لا يوجد لاعب سعودي يوازي نصف ما حققه الأسطوري سالم الدوسري.
ففي الدوري كانت مساهماته (30) ما بين تسجيل (15) هدفًا وصناعة مثلها، كما فاز بجائزة أفضل لاعب سعودي.
أما في دوري أبطال النخبة الآسيوية فقد فرض نفسه هدافًا للبطولة بـ(10) أهداف، ووصل مع فريقه إلى نصف النهائي.
وفي كأس العالم للأندية بنسختها المطوّرة في أمريكا الصيف الماضي، قدّم هو وفريقه الهلال أداءً مذهلًا بكل معنى الكلمة، إذ سجّل وصنع، واختير أفضل لاعب في مباراة باتشوكا المكسيكي، قبل أن يبلغ الزعيم العالمي الدور ربع النهائي في البطولة العالمية.. وقد أصبح نجمنا بعد تلك المشاركة الهدافَ العربي التاريخي لكأس العالم للأندية بخمسة أهداف، نال على إثرها إشادةً واسعة من الإعلام العالمي.
هؤلاء المحتقنون - أعداء النجاح - هم من يروّجون لكذبةٍ كبيرة مفادها أن سالم الدوسري لم يحقق إنجازات مع المنتخب السعودي! متناسين أن «التورنيدو» ساهم مع المنتخب في أهم إنجازاته خلال السنوات الأخيرة، بتأهله إلى كأس العالم في النسختين الماضيتين، وسجّل ثلاثة أهداف عالمية في النهائيات جعلته من الهدافين العرب التاريخيين في كأس العالم، فضلًا عن دوره الكبير في مشوار التصفيات.
ولا شك أن البصمة العظيمة التي وضعها في مباراة منتخبنا أمام بطل العالم الأرجنتين ستظل خالدة، وستحتفظ بها سجلات كأس العالم إلى الأبد.
ورغم أن الكابتن سالم الدوسري يتمتع بخلقٍ رفيع، ويتعامل مع الخصوم من لاعبين وجماهير بأدبٍ جمّ، وليس من اللاعبين الذين يخرجون عن النص رغم نجوميته المطلقة وقيمته الكبيرة كقائدٍ للهلال والمنتخب السعودي، إلا أن ذلك لم يشفع له عند أولئك! ولا أرى سببًا لهذا الهجوم سوى أنه كان سببًا في وجع البعض؛ فقد أوجعهم بأهدافه الخرافية، ومساهماته الكبيرة في تحقيق الزعيم الهلالي لـ(22) بطولة، من بينها (6) بطولات دوري، و(5) لكأس الملك، و(2) من دوري أبطال آسيا.
في تقديري أن النجم سالم الدوسري هو الأسطورة الأولى في تاريخ الكرة السعودية، بما يمتلكه من إمكانات، وبما حققه من بطولات وإنجازات، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي.. ولا يزال ابن الـ(34) عامًا لديه الكثير ليقدمه، وليُطرب عشّاقه من أصحاب الذوق الرفيع ومتذوّقي متعة وجمال كرة القدم.
نقطة آخر السطر
الجماهير السعودية تأمل من صقورنا الخضر بقيادة الأسطورة سالم الدوسري تجاوز الملحق الآسيوي والعبور إلى كأس العالم، وتثق بهم.
وكلنا خلف راية العزّ من أجل إنجازٍ جديد يعزّز من قيمة الوطن أمام العالم - بإذن الله.