أ.د.عثمان بن صالح العامر
بمشاركة أكثر من 2000 دار نشر من 25 دولة، وجمهورية أوزبكستان ضيف شرف. انطلق الخميس الماضي معرض الرياض الدولي للكتاب 2025 والذي تنظمه وزارة الثقافة السعودية ممثلةً بهيئة الأدب والنشر والترجمة، تحت شعار «الرياض تقرأ»، وهدف المعرض الأساس-كما يقول عنه المنظمون له- (تعزيز الريادة الثقافية للمملكة، ودعم صناعة النشر والترجمة وفق رؤية 2030)، ويُعد -كما جاء على لسان الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة الدكتور عبداللطيف الواصل- (أكبر تظاهرة ثقافية وفكرية في المنطقة، تجسِّد منذ عقود الإرث الثقافي للمملكة، وترسخ ريادتها في صناعة الثقافة وتصدير المعرفة)، وهذا التصريح يقودني لأن أسوق هنا اقتراح (مبادرة إقامة معرض دولي خاص بالمكتبات الخاصة)، إذ إن لدى من هم في جيلي ممن شغفوا بالكتاب وبحثوا عنه في كل مكان مكتبات ضخمة استفادوا منها فيما مضى من سنوات عمرهم سواء أثناء دراساتهم العليا أو في حال كان لديهم رغبة ووقت للقراءة الحرة، وهي اليوم صارت عبء على كاهلهم، وتحتل مساحة لا يستهان بها في منازلهم، خاصة بعد أن أضحت القراءة ليست محل اهتمامهم كما كان الحال في سابق أيامهم. وحتى لا يكون حديثي مجرد تنظير لا صلة له بالواقع فإن هناك ممن عرفوا بالقراءة وكانت له صولات وجولات مع الكتاب وفي معارضه استطاعوا أن يجدوا منفذاً للتخلص من هذا الإرث الثر بإهداء مكتباتهم الخاصة لإحدى الجامعات العريقة، وهناك من فعلوا فعلهم ولكن كُتبهم ما زالت منذ تاريخ الإهداء قبل ما يقارب الخمس السنوات وحتى اليوم حبيست الكراتين التي وضعها فيه، الأمر الذي جعل هذه الجامعة أو تلك تعتذر لكل من اتصل راغباً إهداء مكتبته لطلاب وطالبات العلم بحجة ضيق المكان، ووجود كتب متبرع بها لم تصنف بعد وتوضع على الأدراج. وفي الأسبوع قبل الماضي اتصل علي صديق عزيز قارب الستين من عمره قرر التبرع بمكتبته الخاصة، وعرض علي إهدائي مجموعة من الكتب الثقافية النادرة حسب قوله لأنه وجد هذه الطريقة هي الأمثل في التخلص ممّا ملك من كتب طوال سنواته الماضية. والقصص والحكايات في هذا كثيرة وجزماً لدى كل واحد منكم منها طرفاً، ولذا كان التفكير بمعرض دولي يخصص لأصحاب هذه المكتبات لعرض مقتنياتهم وبيعها بأسعار هي جزماً أقل بكثير مما هو في المعارض الحالية وفيها من نوادر الكتب الذي لا وجود له اليوم في معروضات الدور الحالية. قد يقول البعض في مكتبات ما يعرف بالكتاالمستعمل غنية عن ذلك، وهذا ليس صحيحاً على إطلاقه، إذ المقترح أن يكون صاحب المكتبة الخاصة هو من يعرض ويبيع، ويمكن أن تكون التجربة الأولى وطنية، ويخصص لكل منطقة جناح، وفي كل جناح عدد من العارضين لكل واحد منهم مكان خاص يؤجر عليه بسعر رمزي ، وهكذا حتى تنضج التجربة وتستقيم على عودها، حينها تعمم وتصبح ضمن أجندت المعارض الدولية للكتاب، ويستضاف في الفعاليات الثقافية من عرفوا بمصاحبتهم للكتاب طوال عمرهم وامتلاكهم مكتبات خاصة ضخمة. شكراً لقيادتنا الحكيمة على الدعم والتشجيع والتحفيز لكل ما من شأنه رفع كفاءة ودراية ومعرفة المواطن، شكراً لوزارة الثقافة، لهيئة الأدب والنشر والترجمة، على هذا الجهود النوعية الاحترافية المتميزة التي تصب في خانة خدمة الثقافة وتحقيق الريادة ورفع الوعي المجتمعي، ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء، والسلام.