عبدالله إبراهيم الكعيد
كان الحوار في مساحة (المشراق) على منصة (x) يدور حول نعمة الانترنت وكيف خدمت الشبكة العنكبوتية البشرية وسهّلت عليهم كثير من أمور الحياة. استعرض المتحاورون (صوتاً) في تلك المساحة تفاصيل الحياة ما قبل الانترنت وما بعدها. الفرق بالفعل كبير لصالح الشبكة.
يكفي أن يُنجز الفرد منّا معظم احتياجاته وهو مسترخٍ في صالة منزله أينما كان موقعه على هذا الكوكب. اتفق الجميع على أن الانترنت نعمة اخترعها علماء خدموا البشرية مثلهم مثل من اخترع المصباح الكهربائي والسيارة والطائرة واكتشف تركيبات الأدوية مثل البنسلين وغيرها ناهيك عن لقاحات الامراض التي كانت تفتك بالبشر. تساءلت في نفسي وأنا استقل (الاندرقراوند) في جوف أرض لندن عن سرّ وسحر ذلك الاختراع الذي أرخى رقاب البشر. كان معظم الركاب في العربات مطرقي رؤوسهم وهم يبحلقون في الشاشات الصغيرة وكل منهم في فلك يسبحون. تخيلوا في هذه اللحظة وانتم تقرأون هذا المقال كم من بليون انسان مُكبّ على جهاز ذكي بين يديه او يعالج مفاتيح الحاسب الآلي على مكتبه لإنجاز مهمة أو عدة مهام تخدم فرد او مجموعة افراد كمواعيد مستشفيات، أو عمليات جراحية أو حجوزات طيران أو جداول دراسية أو حتى تسجيل مواليد جدد وغيرها اليس في هذا انجاز علمي مدهش لم يدر في الأذهان قبل عام 1989 حين ابتكر السير تيم بيرنرز لي الشبكة العنكبوتية العالمية؟
الغريب أن السير (لي) إياه نادم على الحال الذي وصلت اليه الانترنت حسب خبر نشره موقع العربية نت، فمن على منبر مسرح (براتل) قرب جامعة هارفارد الشهيرة وجّه صاحبنا انتقادات لاذعة لوضع منصات ومواقع الشبكة المتعددة بسبب انها تًعامل المستخدمين كمنتجات قابلة للاستهلاك في عالم رقمي ينهش بياناتهم. وفي دعوة للعودة الى تجربة ويب أكثر لا مركزية طرح مستر (لي) حسب الخبر فكرة «المحفظة الرقمية الشخصية» وهي مساحة موحدة لتخزين بيانات المستخدم تُتيح له التحكم الكامل في توقيت وكيفية مشاركة معلوماته مع التطبيقات المختلفة.
إذا المتاجرة بالمعلومات الشخصية للمستخدمين أصبحت سلعة ثمينة تُدر بلايين الدولارات وهو ما جعل مبتكر الانترنت يندم على الحال الذي وصلت اليه الشبكة العنكبوتية لاستغلال بيانات المستخدمين كسلعة تباع وتشترى.
صفوة القول: لم يكن معظمنا يتخيل حجم المتاجرة بمعلوماتنا التي أدخلناها بمحض ارادتنا وقت التسجيل في منصات الأنترنت وتطبيقاتها حتى قرأنا عن الغرامة المهولة( 5 مليارات دولار) التي فُرضت على شركة فيسبوك لبيع بيانات 87 مليون مستخدم على شركة الاستشارات السياسية كامبريج أناليتكا.