عبدالرحمن العطوي
ما صدر عن الهيئة العامة لتنظيم الإعلام في المملكة من جملة من الضوابط الصارمة التي تستهدف ضبط المحتوى الإعلامي المتداول عبر العديد من المنصات الرقمية، ومواقع التواصل الاجتماعي هدفها تعزيز القيم المجتمعية وحماية الذوق العام إضافة إلى تطوير بيئة إعلامية أكثر التزاماً ومسؤولية لكل من يمارس استخدام تلك المنصات، ومواقع التواصل الاجتماعي، ونحن في هذا الوطن المعطاء تحتم علينا قيمنا الإسلامية وهويتنا الوطنية التي هي ليست شعارات بل هما الأساس الذي نحيا بهما ونستمد منهما قوتنا، وحمايتهما واجب شرعي ووطني، لذلك فإن ما قامت به الهيئة العامة لتنظيم الإعلام هو حماية لوعي المجتمع، وصيانة لموروثه من الذوبان تحت دعوات حرية سطحية لا تفهم معنى الحرية الحقيقية، والحرية بلا ضوابط ليست حرية، بل فوضى، لذلك كانت تلك الضوابط التي أقرتها الهيئة العامة لتنظيم الإعلام والتي تحظر بشكل قاطع نشر أي محتوى يسيء إلى القيم الاجتماعية، أو يضر بالنسيج الوطني، ومن تلك المحظورات التنمّر والاستهزاء بالآخرين، والكشف عن خصوصيات الأسرة أو عرض خلافاتها الداخلية باعتبارها مادة إعلامية، ومنع تصوير الأطفال أو العمالة المنزلية في المحتوى اليومي، سواء بصورة إيجابية أو سلبية، إضافة إلى حظر نشر المعلومات المضللة أو غير الصحيحة، وشددت الضوابط على منع استخدام لغة مبتذلة أو التباهي بالأموال والسيارات والممتلكات الشخصية، أو الانتماءات القبلية والمناطقية، معتبرة أن مثل هذا السلوك يسيء للذوق العام ويتعارض مع القيم الوطنية.
وأيضاً جرى التأكيد على منع التنابز بالألقاب وإثارة القبلية أو الطائفية والعنصرية، وحظر أي محتوى ينعكس بصورة سلبية على الهوية الوطنية.
أما فيما يخص ضوابط المظهر العام، فقد نصّت التعليمات على منع ارتداء الملابس التي تكشف الجسد من الكتفين والصدر وحتى الساقين، إضافة إلى حظر الملابس الضيقة أو الشفافة التي تتعارض مع الآداب العامة والقيم السائدة، وشددت الهيئة على أن المخالفين لهذه الضوابط سيخضعون للإجراءات النظامية والعقوبات المقررة، مؤكدة أن الهدف من هذه القرارات ليس فقط ضبط المشهد الإعلامي، بل أيضاً ضمان صناعة محتوى هادف يحافظ على الهوية الوطنية ويعكس التزاماً بالمسؤولية الأخلاقية والاجتماعية.
وتأتي هذه القرارات انسجامًا مع رؤية المملكة 2030 تلك الرؤية التي تشمل جميع مناحي مستقبل ورفاهية المواطن، وتباشر الهيئة أدوارًا استراتيجية في تسويق منجزات المملكة خارجيًا، عبر إبراز الفرص الاستثمارية في السياحة والتعليم والترفيه والاقتصاد ...إلخ.
لتجعل من الإعلام منصة للتعريف بالتحولات الاقتصادية والتنموية غير المسبوقة والتي تشهدها البلاد وهي محط أنظار العالم، وأصبح المحتوى الإعلامي الذي أظهر بعض الأشخاص للعالم بمحتواهم الرديء محط تربص من أعداء الوطن، ومن الأبواق القابعة في أحضان الغرب بعد أن لفظهم الوطن ليبثوا سمومهم من الخارج مستشهدين بما يسمون مشاهير الفلس ومحتواهم غير المنضبط، وأصبح هولاء يستقبلون ستقبال الأبطال بل وصل بعض منهم للاستعانة بشركات أمنية خاصة ليضفوا على حضورهم أهمية بمرافقة حراس أمن من القطاع الخاص، ويتباهون بهذا الحضور وتجمهر السذج والمراهقين من حولهم، مثل تلك المشاهد المقززة ستختفي مع هذه الضوابط ليكونوا في موقعهم وموضعهم الطبيعي دون تلك البهرجة الزائفة التي صنعها لهم هولاء المغفلون من السذج، ومن هم في تبعيتهم بعد أن تجاوزوا حدودهم واستغلوا من حولهم في محتواهم من أطفال ونساء وعمالة منزلية، ومنهم من جعل آباءهم وأمهاتهم محتوى ليومياتهم لكسب المال على حساب كرامة والديهم، في حين هناك قضايا أقيمت ضد بعضهم بعد إساءتهم لمن استقبلوهم واحتفوا بهم، وأقاموا لهم كرامة الضيافة ليقوموا بالإساءة لهم في محتواهم بعد مغادرتهم تلك المنطقة.
تلك القرارات أظهرت للجميع أن كافة شرائح المجتمع غير راضية عن هولاء حيث أشادوا بتلك القرارات الصائبة التي تحمي المجتمع والنشء من سموم وهياط ما يسمون بمشاهير الفلس.
شكراً معالي وزير الإعلام الأستاذ سلمان الدوسري على ما أصدرته الهيئة العامة لتنظيم الإعلام من ضوابط ستضبط كل متجاوز.