د. عبدالرحمن بن عبدالله العبدالقادر
قبل حوالي ثلاثين عاما كنت أحد منسوبي وزارة الشؤون البلدية والقروية وتحديداً في مكتب سمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود وأتذكر أنه حدثني ذات صباح وأفصح عن رغبته بتقديم فكرة يمكن من خلالها رد ولو جزء يسير من العطاء الجزيل الذي يمنحه مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أمد الله في عمره ومتعه بموفور الصحة والعافية- لمنطقة الرياض وكان حينها أميراً للمنطقة ورئيساً للهيئة العليا لتطويرها وكانت الرياض المنطقة والمدينة تشهد زخماً من المشاريع التطويرية التي يقودها -أيده الله- بحكمته وحنكته وإدارته النموذجية.. واسترسل الأمير سعود في حديثه عن الفكرة من حيث مبعثها وأهدفها ومردودها فقال: «أعلم أن سيدي الأمير سلمان لن يقبل التكريم ولكنني أعلم أن سموه -سلمه الله- لا يقاوم العطاء. ولذلك سأستثمر حبه للخير ورغبته في النهوض بالرياض ومساعدة قاطنيها في طرح فكرة إنشاء صرح يحمل اسمه ويكون مصدرا للعطاء ومعلما من معالم الرياض.
وبالفعل سارت الأمور كما خطط لها سموه بعد أن تقدم بالمقترح لمولاي خادم الحرمين الشريفين الذي وجه بتنفيذ المشروع بالتعاون مع معالي أمين مدينة الرياض في حينه الشيخ عبدالله العلي النعيم -رحمه الله-. ليرى هذا الصرح النور ويصبح معلماً ثقافياً واجتماعياً ورياضياً من أهم معالم العاصمة. هذه الذكريات تداعت أمامي وأنا أقف متحدثا أمام الجمعية العمومية للمركز أثناء الاجتماع العادي لجمعية المركز الذي انعقد مساء الاثنين 15 سبتمبر وجرى خلاله انتخاب مجلس الإدارة الجديد في دورته العاشرة، حيث انتهت دورة المجلس السابق الذي تشرفت بأن أكون أحد أعضائه.
وتذكرت كيف أمكن التغلب على الكثير من التحديات وتذكرت كذلك بفخر واعتزاز الإنجازات التي حققها المركز خلال الأعوام الأربعة الماضية برئاسة سمو الأمير سعود بن ثنيان والتي يأتي في مقدمتها تفضل سمو سيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- بإعادة الحياة للمركز وذلك بمكرمة سموه حينما صدرت موافقته الكريمة ليصبح المركز ضمن حدائق الملك سلمان وهي أمنية كبرى وطموح ظل يراود أعضاء المركز ومنسوبيه والذي تحقق بفضل الله ثم بفضل كرم ورعاية سمو ولي العهد الأمين.
الحديث عن المركز والذكريات الجميلة لا حدود لها ولكنني أود أن أختم مقالتي تلك بتقديم جزيل الشكر لصاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود ولأعضاء الجمعية العمومية وللأخوة الأعزاء زملائي في مجلس الإدارة في دورته التاسعة وأبارك لأعضاء المجلس في دورته الحالية متمنيا لهم كل التوفيق والسداد، ولا يفوتني أن أشيد بالعطاء المتدفق والجهود الجبارة التي تبذلها الإدارة التنفيذية للمركز بقيادة سمو الأميرة المهندسة الجوهرة آل سعود وكافة زميلاتها وزملائها واسأل الله التوفيق للجميع.