د. محمد بن أحمد غروي
مع انتهاء معرض ماليزيا الدولي للحلال (MIHAS) في نسخته الحادية والعشرين، وتوافد أكثر من 80 دولة سعيًا من الدولة المضيفة إلى تطوير المعايير والابتكار والشراكات عبر الوطنية مع تطور قطاع الحلال بشكل أكبر، من الملاحظ أن هناك إقبالًا في صناعة الحلال بأهمية متنامية، خاصة مع تجاوز عدد المسلمين في العالم 25% من سكان العالم بحسب إحصائيات عالمية، في وقت يشهد فيه العالم تحولًا ديموغرافيًا قويًا، مما يُغذي الطلب طويل الأمد على المنتجات الحلال، والخدمات الرقمية، والتجارب الثقافية المُنسجمة.
بلغ حجم سوق الأغذية والمشروبات الحلال العالمي 1.96 تريليون دولار أمريكي في عام 2020، ومن المتوقع أن ينمو إلى 3.27 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2028، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 6.56% خلال الفترة المتوقعة 2021-2028. وقد هيمنت منطقة آسيا والمحيط الهادئ على سوق الأغذية والمشروبات الحلال بحصة سوقية بلغت 61.22% في عام 2020. وفي عام 2023، بلغ إنفاق المستهلكين المسلمين عبر قطاعات الاقتصاد الحلال الرئيسية - بما في ذلك الأغذية والأدوية ومستحضرات التجميل والأزياء المحتشمة والسفر والإعلام والترفيه - 2.43 تريليون دولار أمريكي، مع توقعات بارتفاعه إلى 3.36 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2028.
وبحسب تقرير حالة الاقتصاد الإسلامي العالمي 2025، يعد قطاع التمويل الإسلامي هو الأعلى حصة في اقتصاد الحلال، إذ بلغت قيمته 4.93 تريليون دولار أمريكي من الأصول في عام 2023، ومن المتوقع أن ينمو إلى 7.53 تريليون دولار أمريكي، يليه قطاع الأغذية الحلال بقيمة 1.43 تريليون دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن يصل إلى 1.94 بحلول عام 2028. فيما أصبح قطاع السياحة الحلال الأكثر نموًا والواعد للغاية ومن المتوقع أن ينمو بنسبة 12% حتى عام 2028.
وفي منطقة جنوب شرق آسيا، يتزايد الاهتمام باقتصاد الحلال خاصة مع وجود قرابة 42% من السكان المسلمين في بلدان المنطقة. وبحسب تقديرات، فمن المتوقع أن يتراوح معدل النمو السنوي لسوق المنتجات الحلال في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) بين 5% و6%، مما يعكس تزايد عدد المسلمين في المنطقة والطلب العالمي على المنتجات الحلال، ويشمل هذا السوق قطاعات متنوعة، مثل الأغذية والمشروبات، مستحضرات التجميل، الأدوية، الأزياء، الخدمات المالية الحلال والسياحة. وتساهم رابطة دول جنوب شرق آسيا حاليًا بنسبة 14% من اقتصاد الحلال العالمي.
أقرّت دول رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) خطة عمل تعاونها في مجال الأغذية الحلال، التي اتُّفق عليها في الاجتماع الرابع والثلاثين لوزراء الزراعة في رابطة دول جنوب شرق آسيا. وإعداد خطة العمل هذه جزءًا من مبادرة الرابطة لتعزيز التعاون في تطوير قطاع الأغذية الحلال في منطقة جنوب شرق آسيا. وأطلقت آسيان مبادرة «مركز آسيان للحلال»، لتوحيد معايير شهادات الحلال في جميع أنحاء المنطقة. تُقلل هذه المبادرة من الاختبارات المتكررة، وتضمن قبول المنتجات المعتمدة في إحدى دول آسيان في جميع أنحاء المنطقة، ويعزز مركز آسيان للحلال اتفاقيات الاعتراف المتبادل (MRAs) بشأن معايير الحلال، مما يُمكّن المنتجين من خفض التكاليف وتوسيع نطاق وصولهم إلى الأسواق. كما تُبسط هذه الاتفاقيات إجراءات التصدير، مما يسمح للشركات في آسيان بتوسيع نطاق حضورها في المناطق ذات الطلب المرتفع على المنتجات الحلال. ومع تزايد الطلب عالميًا على صناعات الحلال، تشير التقارير إلى أن هذه السوق واعدة للغاية ويرتفع الطلب والإنفاق عليها عاما بعد عام. وتعمل دول آسيان على استغلال هذه الفرصة القيمة بأن تكون في مقدمة الدول التي تنتج وتروج لهذه الصناعات. ومن خطوات الدول في الفترة الأخيرة، يبدو ذلك نهجًا تنتهجه رابطة آسيان مدفوعة برغبتها في دعم نموها الاقتصادي. لابد من تضافر الجهود الدولية مع دول الخليج وإنشاء مجلس عالمي لصناعة الحلال منبثق من إحدى المنظمات الدولية ليكون منبرًا لفتاوى وتصاريح الحلال وإلزام الدول الأعضاء فيها.
ويأتي دور المركز السعودي «حلال العالمية» لتوحيد الجهود العالمية وانتشار علامتها عالميًا خصوصًا في الشرق الآسيوي.