د. عيسى محمد العميري
على غرار العديد من الإنجازات التي تحققها دولة الكويت في العديد من المجالات، يأتي موضوع إنجاز جديد يحسب لها، ويدخل ضمن مرحلة جديدة غير مسبوقة في تاريخ نموها ونهضتها وتطورها على صعيد جديد كما أسلفنا وهو بناء المدن الذكية والتي تفوق في العديد منها حجم أفضل المدن الأوربية والعالمية السكنية، وتكلفتها تتجاوز المليارات وبحيث تصل لمرحلة تغيير وجه الخليج والنظرة المعتادة للمدن والتي تعود عليها سواء ساكنيها أو من يقوم ببناء المدن في عصرنا الحالي. وبحيث أصبحت قدوة لمن يريد أن يبني المدن في هذه الأيام فهي مدن تبنى فوق بر الصحراء القاحلة، محققة بذلك عمراناً عصرياً يحقق طموحات وتطلعات من سوف يرتاد تلك المدن ويصلها مع بعضها بعضا بشبكة حديثة من الطرق الاسفلتية، وأيضاً شبكة أخرى من شبكات المترو المستقبلية. وأول الطلائع لتلك المدن التي يتم بناؤها هي مدينة المطلاع، والتي من المتوقع أن تستوعب أكثر من 300 ألف نسمة خلال المرحلة القادمة، تتوفر فيها كل الخدمات، وبشكل يبدو كأنها العاصمة الثانية للبلاد من حيث تضمنها لكل مايتوقعه المواطن وجودها فيها، وحتى غير الذي يتوقعه، فهي تتضمن شوارع رئيسية وتتضمن أيضا شبكة قطارات مهمة تربط المدينة مع البلاد في شكل غير مسبوق للتواصل وتسهيلات ضخمة في تقصير مدة الوصول الزمنية من منطقة لأخرى. إن الجهود المنصبة لإنشاء هذا النوع من المدن يشكل نقلة نوعية على صعيد سكن المواطنين في البلاد، وتحديداً في هذه المنطقة من العالم، حيث يمكن اعتبارها مدناً كاملةً متكاملة.
وفي نظرة أخرى حول إنشاء تلك المدن نقول: إن التكاليف والميزانيات المرصودة والتي تتنوع مابين دعم الدولة للجزء الأكبر منها، ودعم شركات واتفاقات مع شركات محلية وعالمية، تشكل عنصراً مهماً على صعيد إنشاء تلك المدن من ناحية التكاليف الكبيرة ومن ناحية الخبرة التي سوف تقدمها تلك الشركات المشاركة في بناء تلك المدن، هذا بالإضافة إلى أنه بعد الانتهاء من تلك المدن سوف يكون الطلب على بناء تلك المدن في أماكن أخرى من العالم مطلوباً بشدة الأمر الذي يجعل تلك الشركات في مواقع مهمة على الخريطة الاقتصادية لبناء مدن جديدة ويرفع من أسهمها في البورصة العالمية.
ومن ناحية أخرى نجد أن التجربة الكويتية في بناء المدن والبيوت المستقبلية للمواطنين الساعين لاقتناء بناء منزل العمر. هي تجربة مهمة ولاشك ولسوف تؤتي أكلها في المرحلة المستقبلية القادمة من عمر الدولة. والله الموفق.
** **
- كاتب كويتي