عبدالكريم بن دهام الدهام
في إنجاز جديد يُبرز منزلة وطننا الكبير «المملكة العربية السعودية» في دعم التراث والارتقاء بالثقافة، حصدت «هيئة التراث» في المملكة جائزة أفضل عمل اتصالي يستهدف الأطفال واليافعين لعام 2025م، خلال حفل خاص أقيم - مؤخراً - تحت قبة مركز إكسبو الشارقة، برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وسط مشاركة واسعة من مؤسسات إقليمية ودولية.
واستحقت الهيئة الجائزة عن مبادرة «المكتشف الصغير» التي تنظمها لتعريف النشء بعلم الآثار من خلال برامج تعليمية وتفاعلية، ويأتي هذا التتويج بعد منافسة قوية شارك فيها أكثر من 2,600 ملف من 37 دولة، تأهل منها 74 مرشحًا في 23 فئة رئيسية، ما يعكس مكانة المبادرة وقوة محتواها.
يُجسد هذا المنجز الرؤية الطموحة لهيئة التراث ودورها الإيجابي في تعزيز مسيرة التراث الإنساني من خلال جهود مبتكرة تتساير مع الممارسات العالمية، ويُسلط الضوء على التزام المملكة بتعزيز منزلتها كمنارة للتقدم والعلم والثقافة على مستوى العالم.
منذ تأسيس هيئة التراث في شهر فبراير من عام 2020م، نجحت في أن تصبح منصة حكومية تُعبّر عن الفكر الاستراتيجي السعودي، ويثبت منزلته كواحد من أبرز مراكز الفكر التراثي في المنطقة والعالم، ويعود هذا النجاح إلى مباركة وتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وبمتابعة ودعم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز - يحفظهما الله -. وسبق أن حصلت الهيئة هذا العام على خمس جوائز خلال العام الجاري، بينها أربع عالمية وجائزة إقليمية، من أبرزها جائزتا Better Future - London العالمية للتصميم عن منتجات «بيت الحرفيين» في أملج ومعرض «بنان»، إضافة إلى جائزتي MUSE Creative Awards عن المهرجان الدولي للألعاب الشعبية وفعالية اليوم العالمي للتراث، ما يترجم تواصل مسيرة نجاحها والتزامها الراسخ بتقديم المعرفة الوطنية ومواكبة رؤية السعودية 2030، والمكانة التاريخية والحضارية للمملكة، وما تتميز به من تراث ثري ومتنوع.
إلى جانب إنجازاتها فيما تم ذكره آنفاً، تُولي هيئة التراث اهتماماً كبيراً بالشراكة مع القطاعين الحكومي والخاص والقطاع غير الربحي، وفتح قنوات التواصل والتعاون مع المتخصصين والمهتمين في قطاع التراث، إضافة إلى الجمعيات والمراكز المهنية، كما تعمل من خلال إدارة هذا القطاع على دعم المراكز والجهات المتخصصة فيه لمشاركتها في تنفيذ المشاريع والمبادرات، ما يُجسد حرص هيئة التراث على تحقيق أهدافها واستراتيجيتها بالصورة الإيجابية والمشرفة. تُعد منجزات «هيئة التراث» امتداداً لالتزام المملكة بتعزيز التراث كأداة لتحقيق التنمية المستدامة، واستثماره ثقافياً واقتصادياً، فمن خلال دعم حكومتنا الرشيدة للمؤسسات التراثية، تمكنت المملكة من أن تحجز لنفسها منزلة عالمية مرموقة في مجالات العلم والمعرفة. إن هذا التكريم هو إشارة بارزة تبرهن استطاعة المؤسسات السعودية على إحراز الريادة العالمية، بفضل رؤيتها الطموحة ودورها الحيوي في خدمة التراث الثقافي وتطويره.
ويسرني أن أبارك لصاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة التراث، كما أبارك للعاملين في هيئة التراث، وعلى رأسهم مديرها التنفيذي الدكتور جاسر سليمان الحربش، ومبروك لنا كسعوديين هذا المنجز الرائع الذي نعتز به ونفتخر بمنزلته على المستوى الإقليمي والعالمي.