أ.د.عبدالرزاق الصاعدي
1/ الطِّمال:
ذكر كراع النمل في المنتخب 1/ 350 في باب أسماء الدواهي: الطِّمال، فقال: «والطِّمالُ: الدواهي» ولم أجد هذا المعنى في المعاجم، ونصّ محقق المنتخب أنه لم يجده في المعاجم، وذكر ابن الأعرابي للطِّمْل (لو قُدِّر أنه مفرد طِمال) عدة معانٍ، ليس هذا منها. ويبدو أن الطِّمال بمعنى الدواهي مما انفرد به كراع، وفي كتابه لغات ومفردات كثيرة ليست في المعاجم، وكذلك في الجيم للشيباني، وهما من مصادر اللغة المعتبرة. وجاء في التهذيب واللسان والتاج في جذر (غ س س) قوال أَبي وَجْزَةَ:
انْغَسَّ في كَدِرِ الطِّمَالِ دَعَامِصٌ
حُمْرُ البُطُونِ قَصِيرَةٌ أَعْمَارُهَا
قلت: الدُعْموصُ: دُوَيْبَّةٌ تغوص في الماء، والجمع الدَعامِصُ، وهذا يؤيد ما انفرد به كراع، فالدواهي لفظ عام يشمل الدوابّ والحشرات والآفات، حتى قالوا: أسماء الدواهي من الدواهي.
2/ هميان: يقال: هم بهِميان كذا: أي بإزائه:
قال المعري في رسالة الملائكة 258 (تحقيق محمد سليم الجندي): «فأما هِمْيانٌ فاشتقاقه من الهِمْي، النون فيه زائدة لأن فِعلانا أكثر من فِعيال، والهِمي أكثر من الهِمن، ويقال هُمْ بهميان كذا؛ أي: بإزائه، قال الشاعر (أنشده أبو عمرو الشيباني):
وما شَنَّ من وادي الفَتِين مُشرّقًا
فهميانِهِ لم تَرْعَهُ أُمُّ كاسِبِ
وإنما قالوا للذي يُشدّ في الوسط «هِميان»؛ لأنه يكون بإزاء وسط الإنسان». قال محمد سليم الجندي محقق رسالة الملائكة: هذا البيت رواه [ياقوت] في معجم البلدان عن نوادر أبي عمرو الشيباني في مادة الفَتِين.
3/ اصطافت أعنزهُ: أي رعت.
أوردت المعاجم الفعل (اصطاف) في (ص ي ف) وذكرت له معنيين، الدخول في الصيف، والإقامة في مكان ما في الصيف، وقد ذكر المبرد في الكامل (3/ 1139) معنى ثالثًا، هو الرعي في الصيف، قال وهو يشرح قول رجل من طيّئ من إنشاد أبي زيد الأنصاري (النوادر 265):
أَإِنْ رَوَى مِرْقَسٌ واصْطَافَ أَعْنُزُهُ
مِنَ التِّلاعِ التي قد جادَها المطَرُ
قال المبرد: قوله: «واصطاف أعنزُهُ»، يريد «افْتَعَلَتْ» من الصيف؛ أي: أصابت البقلَ فيه. قلت: المعنى: اصطافتْ أعنزُهُ عشبًا من التلاع، أي رعته.